تابعنا اهتمام صحفيين ونشطاء ومواطنين بجولة المحافظ في شوارع محدودة من عدن , بصحبة رفاق , والاهتمام بنوع وموديل السيارة , اهتمام يمثل رسالة على المحافظ ان يستوعبها . انه تحت نظر الناس وشغفهم , تحت تفحص وتمحص نظراتهم , تحت قلقهم كمخدوعين ومخذولين , فاقدي الثقة , ينتظرون منه شيئا يرضي ذلك الشغف ويعيد الثقة في تغيير حقيقي لواقعهم , فهل سيكون عند مستوى ذلك ؟ كانت مجرد جولة عادية لمحافظ في شوارع المدينة , لا ترتقي لتمثل رسالة امنية او تنموية , صور مقتطفة , تستبعد الإجراءات الأمنية المتبعة . كان شهيد عدن ومحافظها جعفر محمد سعد طيب الله ثراه يقوم بها صباح كل يوم عمل , يزور المرافق والمواقع الذي يتواجد فيها شباب المقاومة , وعدن في وضع امني خطير ,وهو يعرف جيدا ان كثيرا من المواقع التي يزورها لا يخضعون لسلطته , يفرض نفسه عليهم كقائد , و أمتص كثيرا من مواقف العنف ,رحمة الله عليه وتغشاه ولا نامت اعين ايادي الغدر التي استهدفته و استهدفت عدن . لا تهمنا ثمن سيارة المحافظ , ولا نوع الفطور الذي تناوله , ولا الصحبة التي كانت برفقته , لا يهمنا انتمائه السياسي ولا المناطقي , والمعيب جدا ان تسخر تلك الصور والفيديو المنتشرة للترويج السخيف سياسيا , وهي أساءه للمروجين ويعبر عن افلاس , افلاس محاولة ترميم علاقات بمثل هكذا مشاهد عاديه . نرجو من الاخ المحافظ ان لا ينجر لأفكار رفاقه الطفولية , ويركز في تطبيع أوضاع عدن , وعندما نقول تطبيع نعني ان يزيل ما علق بجسد عدن من تشوهات , وطفيليات وعشوائيات , كان العنف اهم اسباب تخلقها . الناس تتعشم خيرا بالمحافظ, وتنتظر في عهده ان تجد عدن مدينة خالية من العنف , والقوات المسلحة المنفلتة , وطيش وتهور المتعصبين للكراهية ضد الآخر . الناس تتسأل ,هل ستتحسن خدمات الدولة تجاه المواطن ومعيشته في عدن ؟ وبقدرة على ضبط إيرادات عدن وتحريرها من ايادي العابثين بها ,لتصب في موازنة بنود صرف محددة بقانون منضبطة بنظام , ليستعيد الناس ثقتهم بالدولة , ويستعيد الموظف كرامته براتب شهري محترم , وتتواصل الجهود لضمان رواتب العسكريين القدامى وقوات الامن شهريا بانتظام , وضبط ايقاع النظام والقانون , واستئناف القضاء والنيابة لدورهما الرئيسي في تحقيق العدالة في المدينة , وامن متابع لحركة الجريمة وضبط مرتكبيها , وهل سنجد حسم حقيقي وعادل للقضايا العالقة ومحاسبة المخلين والمجرمين , وهل يمكن من نقل معارك الإرهاب والفساد من على شاشات التلفاز والخطاب السياسي والاتهام والتخوين والتكفير لواقع حقيقي بيد القضاء ليقول كلمته الفصل في الكثير منها , والتي صارت مثيرة للريبة في إرهاب الناس فكريا و روحيا وسياسيا ؟ اسئلة كثيره يطرحها الناس ,امكانية حلولها يتطلب من المحافظ ان يكون حكما منقذا للمشهد , لا لاعبا فيه , واضح ومصارح , ليكسب ثقة الناس ومواقفهم لتضافر وتكاثف كل قوى الخير , واختيار أدوات العمل , واستراتيجيات وسياسات بعيدا عن ما يدور من صراع ومناكفة ومهازل ومتاهات الإشاعات والترويج , ارجوا ان لا نخذل !. نحن على ثقة بمحافظ اكبر وارقى من مروجيه في حركاتهم التي تضعه موضع لا يحسد عليه , لتحقيق هدف صغير يخصهم , وامامه الهدف الأعظم تطبيع الحياة في مدينة عدن , لتستعيد القها وايقونتها ودورها كمركز تجاري واقتصادي وثقافي وفكري ومدني رافد للنهضة والتطور والارتقاء لمصاف المدن المحترمة , والله الموفق .