عندما نتكلم هنا في الانفصالي والوحدوي فنحن نتكلم عن المرتهن والمنبطح فقط ولهذا نستطيع القول إن الكل منهم متهم ولم يعد هناك أحدٌ أفضل من أحد فالكل يتسابق على بيع الشرف ويدعيه وعلى سبيل المثال الشمالي الوحدوي من الرياض لا من صنعاء يتغنى باسم الوحدة اليمنية وفي الحقيقة بكل ممارساته تجد أنه هو الانفصالي وإن تغنى بفضائلها لأن الوحدة ليست شعارا ثوريا جميلا تجمع تحته الآخر لكي تضرب به الآخر بل هو اتفاق وتآلف وممارسة إما أن يقتنع به الكل أو لا وهو ما افتقده نظام صالح بالأمس فوصل اليمن إلى ما وصل إليه اليوم (الحرب الأهلية والتدخل الخارجي وقابلية التفتيت)!. وعلى عكسه الجنوبي الانفصالي من أبو ظبي لا من عدن يستخدم مظلومية الجنوب ويدعي أنه مع استعادة الدولة الجنوبية لكنه لا يختلف عن الوحدوي الانفصالي الشمالي بارتهانه للخارج وبأخطائه بل كأنهما خرجا من مشكاة واحدة على الرغم من تضاد واختلاف أهدافهما والقاسم المشترك بينهما البيع وادّعاء الشرف فقط وهنا نستطيع القول إن ما يدعيه هذا الانفصالي ليست الطريق التي يُستعاد بها الدولة لأن ذهابنا نحو التراجع عن الوحدة والدعوة للانفصال جاءت نتيجة لأخطاء النظام السياسي في الشمال ضد الجنوب ولم تكن الدعوة للانفصال من أجل العودة إلى ممارسة الأخطاء التي ذهبت بنا نحو الوحدة أو ممارسة أخطاء الوحدة التي ذهبت بنا نحو التراجع عن الوحدة أو الدعوة للانفصال!. ثم لو سألنا اليوم الوحدوي المنبطح كم مرة قبل ارتهانك للخارج كافحت ضد انفصال الجنوب وادّعيت الوحدوية وعلى الحقيقة كنت تستخدم شماعة الحفاظ على الوحدة لضرب كل من يختلف معك من الجنوب والشمال؟ وكم مرة حاولت أن ترينا أن الوحدوي يعني الشرف والكرامة وقبول الآخر والتنازل له قبل الجهوية والطائفية والحزبية؟ فإن أجاب فعلم أن الإجابة بعيدة عن الواقع وعن حقيقة ما يدعيه أو يبرره ونعني هنا بعض الوحدويين الذين لا يختلفون عن بعض الانفصاليين بارتهانهم للخارج وبتجلببهم ثوبا يخفي حقيقة وكذب ما يدعون وهو شعار الوحدة حيث ظلت ممارساتهم دائما الدفع باليمن نحو التمزق إلى عدة دويلات ولا فرق عندهم إن ضاع اليمن ما دام هم من سيسطرون على السلطة ويحافظون على مصالحهم حتى وإن تبقت لهم قرية يحكمونها من كل اليمن؟ ولو سألنا اليوم الانفصالي المنبطح المرتهن للخارج الذي يستخدم شماعة حق الجنوب لضرب الآخر وخدمة مشاريع الخارج ما الذي قدمه للجنوب؟ لوجدت الإجابة بعيدة عن الواقع وعن حقيقة ما يدعيه أو يبرره وأنّ كل ممارسته السيئة اليوم وفشله في توحيد الصف الجنوبي لا يأتي بالجنوب بل يرسخ الوحدة اليمنية بشكل خاطئ لا يختلف عن وحدة (22/مايو/1990)وأسوأ... بنظري هذا الانفصالي الكاذب لا يختلف عن الوحدوي الكاذب بتجلببه ثوبا يخفي حقيقة وكذب ما يدعيه (شعار استعادة الدولة الجنوبية) لأن ممارساته لا توحي بخوفه على الجنوب ولا يهتم لذلك وكل مراده أن يكون هو في السلطة سواء كان في ظل الوحدة أو اليمن المفتت أو تبقت له قرية من الجنوب يكون حاكما عليها؟. بالمختصر الانفصالي مجازا هو الوحدوي على الحقيقة بالممارسة والوحدوي مجازا هو الانفصالي على الحقيقة بالممارسة وإن اختلفت العناوين! د/علي جارالله اليافعي