العاصمة عدن تئن وتناشد الجهات المعنية بانتشالها من مستنقع العشوائية الذي اغرقها وتسبب في افتقارها الى المدنية .
فسكان القرى الذين قدموا اليها من الارياف والجبال قاموا بتأسيس نفس النمط في البناء والبسط على كل شبر يحيط بالمساحة المغتصبة .
المنازل فيها ذات اشكال هندسية غريبة لم ولن يخترع علماء الهندسة المعمارية مثل تصاميمها العجيبة ، ويتسخدم في البناء كل شيئ موجود اغصان الاشجار وشباك الحديد والبطانيات والصفيح وغيرها ، وذلك للبسط على اكبر مساحة من الارض .
فقد تحولت الى احواش واحراش ودهاليز لايستطيع الخروج منها الا العباقرة فقط الذين ييجيدون حل لعبة المتاهة ودونهم حتما لن يستطيعوا الوصول الى ممر الخروج وذلك لتشابك المنازل ببعضها ولمسافات كبيرة ، اما الاثرياء فيبسطوا على مساحات راقية في المباني الحكومية ذات المواقع الاستراتيجية لعمل عمارات ذات طوابق وشقق عدة و محلات تجارية واستثمارية .
ازداد سكان عدن بشكل كبير فقد تكدس فيها النازحين من شتى محافظات المواجهات والاحتدامات وبالتالي ازداد الضغط على كل الموارد فيها وارتفعت الاسعار في كل الاحتياجات والضروريات ، فقد اصبحنا نتعامل وكأن المعاش بالسعودي والدولار وليس بالريال اليمني الذي صار في الحضيض يندب حظه العاثر امام العملات الاخرى .
فالعشوائية ساهمت بشكل كبير في تدمير عدن ، قيل انه في زمن ماض كان لايسمح بتربية الاغنام فيها وذلك للحفاظ على رونقها وجمالها وامتازت مبانيها بترتيبها وتباعدها .
عدن اليوم تعج بالحيوانات المختلفة فقد جلبوا الحمير والجمال وبنوا الحظائر للاغنام والضان ، ولم يكتفوا بذلك بل واحضروا معهم الكلاب الشاردة المنتشرة في الاحياء السكنية .. !!
عانت عدن من تردي الخدمات فيها فالمجاري طافحة في الطرقات الاسفلتية الرئيسية وتختلط بها اكوام القمامة المتعفنة ولك ان تتخيل منظرها والروائح المقرفة التي ستنبعث منها .
هل سينظر الى العاصمة عدن بعين الاعتبار وسيتوقف الاخوة عن سفك الدماء والاقتتال والاستفادة من تلك الاموال لتشييد البلاد والاعمار بدلا من انفاقها على اسلحة تخريب البنية التحتية والدمار والاقتصاد الذي قد انهار وجرف الاسماك وتصديرها مع الفواكة والخضار الى دول الجوار وجعل البلد مصنف ضمن قائمة افقر شعوب العالم الذي يعاني المجاعة فهل يرضيكم هذا ياجماعة ؟