إنّ ما يتعرض له اليوم الموظف على مستوى المحافظات الجنوبية من سلب حقوقه القانونية وتعطيل تنفيذ القوانين واللوائح الخاصة بترقيته وصرف علاواته المستحقة والعمل على وضع لوائح ادارية جديدة تواكب المتغيرات الطارئة على صعيد الحياة الاقتصادية في البلاد تضمن للموظف العيش الكريم وفقاً للمتغيرات في صرف العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية كل ذلك يعد اغتيال بكل ما تعنيه الكلمة للموظف الذي أصبح ضحية اغتياله من قبل التشريعات الجائرة التي لم تراعي وضعه المادي من خلال تحسين ظروف العمل وتحسين المردود المادي الذي يتقاضاه مقابل ما يؤديه من عمل. وبالطبع فإن الموظف في المحافظات الشمالية هو الاسوأ حالاً في ظل سيطرة المليشيات على مناطق نفوذها واعلانها دولته المبطنة بالشعارات الزائفة حيث أنها عطلت التشريعات التي تخص تنظيم الخدمة المدنية وما يتعلق بها من امور مالية تنظم استحقاقات الموظف المادية ومردودات عمله في الوظيفة العامة فذهبت المليشيات إلى طمس تلك الحقوق عن طريق إحلالها ممارسات عرفية بعيدة عن القانون وهي في ذلك تمارس سياسة قديمة قد انتهجها سلفهم الأول العمل مقابل الغذاء وهي في ذلك ضربت عصفورين بحجر في ذات الوقت التي تستلم فيه المساعدات المادية المقدمة من المنظمات الدولية عبر الأممالمتحدة وبيعها عن طريق الباطن بصرفها رواتب مجنبة نفسها عرض تلك السلع للبيع فلا يحسب عليها أنها تقوم ببيع المساعدات محاولة حذف تلك الصور والمشاهد التي عرضت لأسواقها المكتظة بالسلع المقدمة كمعونات للمواطنين وفي ذات الوقت وفرة لميزانيتها العملة دون أن تحتاج لصرفها رواتب وكل ذلك يمارس تحت ضغوط الترهيب فلا يستطيع موظف الاعتراض وإلا سيحسب على قائمة الدواعش من منظورهم للمواطنين في ظل تقسيمهم لمواطنيهم الداعنين لقوانينهم الجائرة وممارساتهم العرفية البائدة بمواطن وداعشي لمن يرفض الانصياع لتلك الأعراف منزوعة الانسانية فاقدة الحكمة. إنَّ الموظف اليوم في ربوع المناطق المحررة ومناطق سيطرة المليشيات يتعرض لاغتيال معنوي يتجسد كل يوم في ممارسة القائمين على تلك الانظمة بسلبه حقوقه وعدم النظر لحاله من خلال خلق قوانين ولوائح تنظم حقوقه وما يوافق المتغيرات التي فرضتها الحرب مفتوحة المدى أو حتى من خلال منحه حقوقه ورفع حالة الخنق الفكري والاغلاق المتعمد والجبري لممارسة حقه في التعبير عن مطالبه المشروعة بما يتوافق ودستور البلاد الساري قبل اعلان حالة الحرب واخراجه من حالة العبودية والرضوخ لتعسفات الانظمة المتجبرة والمهمشة للموظف. إنها الحرب المستمرة التي تقود البلاد نحو الهاوية برعاية دولية وتواطئ اقليمي وقبول عربي ورضا من قيادات وقوى سياسية داخلية جعلت الموظف في ظل لها تلك الأطراف لتحقيق مكاسبها عرضة للاغتيال وما زال مسلسل اغتيال الحقوق مستمر في ظل استمرار الحرب وما يصاحبها من خروقات في موازنة الدولة وتدهور العملة غير المتناهي. فمن يمسك تلك الأطراف عن استمرارها في اغتيال حقوق الموظف وانقاذه من رصاصات الغدر والتهميش.