الشيء الذي لفت نظري مؤخراً هو ذلك الخطاب الموحد والمشترك للإخوة الأعداء الجنوبيين المتناحرين في أبين، حيث كل منهم يدعي انه يحارب ال0خر كي يعيده لإتفاق الرياض.. إذاً لا دخل للإنفصال واستعادة الجنوب ولادخل للوحدة واستعادتها بالتناحر الحاصل بأبين، كل مافي الأمر حسب الخطاب المشترك للطرفين المتناحرين هو اتفاق الرياض .. فهل بات اتفاق الرياض حائط مبكى للطرفين الجنوبيين. ليلطموا خدودهم ويسلخوا رقاب بعضهم بإسم تنفيذ ذلك الاتفاق .. وحين يُنفذ الإتفاق في الأخير سنشاهد المتناحرين عاملين حفلة مشتركة وكل منهم يدعي انه انتصر ليواسي بذلك ذوي الضحايا والجرحى .. !!! بينما الحقيقة ان المخرج اختار احقر مسلك لاعادتنا لباب اليمن بتكلفة باهظة بإسم القضية والقضية من كل ذلك براء.. وسنجد المتناحران المدوخان يعملان حينها تحت راية حكومة الوحدة الثانية.. بينما نحن وقضيتنا نكون اكلنا هوى وخازوق معتبر ..وصفرنا العداد.. ونبحث عن حائط مبكى بديل نذرف الدموع ونلطم حالنا عنده ونلعن ابو التكتكة والمتكتكين كما جرت العادة... إذاً خلونا صريحين وصادقين مع هذا الشعب الجريح والمظلوم: *اتفاق الرياض ليس سوى اتفاق العودة للوحدة الثانية وهو أسوا من إتفاق الوحدة الأولى بمئ0ت الأضعاف بالنسبة لقضيتنا العادلة.* *إتفاق الرياض كما وصفه السفير البريطاني هو اتفاق لإصلاح خلاف بين قوى ومكونات الشرعية ذاتها وليس بين الشرعية والقوى المناهضة لها* وهذا هو مفتاح حل اللغز وكلمة السر حول وحدة الخطاب والسقف المشترك للطرفين المتناحرين الذين لم يتجاوزاه او يناقضانه او يصطدما بالقرارات الدولية المؤكدة جميعها وفي مقدمة بنودها على الحفاظ على الوحدة اليمنية ووحدة أراضي الجمهورية اليمنية.. *لهذا فالأمر لايحتمل الخداع لتبرير سفك كل تلك الدماء الطاهرة وازهاق تلك الأعداد من الأنفس الجنوبية البريئة، لا بإسم الإنفصال واستعادة الدولة وانتصار القضية لأن القتال ليس لأجل ذلك ، ولا بإسم الحفاظ على الوحدة لأن التحالف والمجتمع الدولي قد باتا ملزمين بذلك وليست تلك مهمة الإصلاح ولا الحوثيين ولا الشماليين مجتمعين بل هؤلاء متفقين جميعاً على ذلك الى جانب القوى الدولية والإقليمية.. بينما القوى الجنوبية لازالوا في غيهم القديم متجاهلين إن السبيل الأوحد لإنتصار قضيتهم هو وحدة صفوفهم وسقوف خلافاتهم كما هو حال الشماليين*