في اعتقادي أن الغرض من التمسك بإعلان فك الارتباط بما فيه من مواد هو الإصرار على عودة النظام السابق وليس الدولة السابقة مع مخالفة كون الصراع في أساسه صراع هوية وثقافة وانتماء ولهذا فإن الإعلان اعتبر الوحدة هدفا استراتجيا واعتماده دستورها المؤكد لذلك ,ولكون البيض ليس رئيسا لدولة (ج ي د ش) كان الإعلان ل (ج ي د )تأسيسا للرئاسة وهو مايبرر التمسك بالشرعية القانونية ثم أضيفت مؤخرا الشرعية الثورية وعد الإقرار بها إشتراط أساسي لتوحيد الصف وجمع الكلمة وهو مايفسر أيضا لجؤ كل من يرتبطون بأجندة اليمننة من سلطة وأحزاب ارتباطا لايقبل التجزئة إلى الإحتراب والتخندق ضد الثورة التحررية , ومن خلالها مضوا في الاستنساخ ثم زرعوا روح الإقصاء والتخوين والفرقة وتفعيلها لوأد خط التحرير والاستقلال والإجهاز عليه حتى وصل الأمر حد زعم التفرد في امتلاك الحقيقة وممارسة الدكتاتورية والتسلط مايعد مقدمة تسفر عن الوجه القبيح للنظام المراد إعادته من غير استيعاب لدروس الماضي الموصلة إلى فخ باب اليمن .. إن أصحاب المصلحة الحقيقية من التمترس خلف شرعية لا أصل لها وبصفتها ظاهرة غريبة وأولى من نوعها تتبناها ثورة تحررية في العصر الحديث _ رئيس وسفير وغفير _ هم المعارضون والمعرقلون دائما لأي لقاء يجمع البيض على حد سواء مع خط التحرير والاستقلال .. كانت بداية السقوط وحقيقة الإحتلال يوم الإستقلال , أما يوم 22 مايو 1990م في أصله كان عبارة عن نتيجة حتمية لهزيمة طبيعية مكسوة بقناع وحدة زائفة , وما حرب صيف 27 إبريل سنة 1994م إلا تتويج لتخطيط مسبق بدأ بالإنقلاب على الهوية في 1967م والعام الذي تلاه , وكانت بداية النهوض يوم إدراك أن جوهر الصراع مع المحتل اليمني يكمن في الهوية والثقافة والتاريخ والمنهاج لا الجغرافيا فحسب .. إن الأشهر القليلة القادمة حبلى ببرهنة ببعد ومدى ونتيجة هذا الصراع , وحقيقة هزيمة الأمس محال أن تكون مقدمة لانتصار اليوم , حتما سيتم تصحيح المعادلة الخاطئة كي يثمر الواقع نتيجة صحيحة , إن هزيمة الهزيمة الحقيقية مقدمة طبيعية لتحقيق الإنتصار الحقيقي ,و مهمة تعرية الباطل والتوعية بأهمية إحلال وريادة الهوية الأصيلة لايبرأ أحد منها , لأنها مقدمة هامة لطرد الهوية البديلة التي لاتمت للواقع بصلة , وكماهو أصل التصديق زوال الشك ,فإن زوال أصل الخلاف أولى من بقاءه.