حيس مدينة تاريخية تعيش فوق اكبر مخزون للألغام والمتفجرات التي زرعت تحت الأرض . وهي من اقدم المدن التاريخية والأثرية التابعة لمحافظة الحديدة وبها الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية التي دمرتها الحرب.. واستهدفتها قذائف الحوثيين وتشتهر حيس بوجود الكثير من الشعار والأدباء والمثقفين .. والمؤرخين والفنانين التشكيليين فيها الذي كان لي شرف التعرف عليهم والجلوس معهم وحضور منتدياتهم الأدبية والفنية ومسابقاتهم الشعرية ..كما كان لي شرف إقامة مسابقة شعرية بين مجموعة من شعرائها مثل الشاعر احمد حسن حمنة والشاعر عبد الجبار, باجل والشاعر عبدالقادر بعكر والشاعر الواعد عبدالرحمن مغبش وبها الكثير من الشخصيات المجتمعية والإنسانية امثال الدكتور محمد طالب حمنة وغيرهم غير ان المواطنين فيها يعيشون في حالة هلع ورعب مستمر نتيجة للحرب الظالمة التي يشنها المتمردون الحوثيون والمتواجدين على تخوم المدينة ، فمديرية حيس في أمس الحاجة للفتة إنسانية من الجميع في كافة المجالات فهي تعاني من شحة المياة والإنقطاع الكلي للكهرباء وانعدام للخدمات الضرورية ،، ومليشيات الحوثي تحاصرها من جميع الجهات وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية تستهدفها من كل جهة وصوب بالإضافة للخطر المحدق بالمواطنين في حيس ، وهو خطر الألغام والمتفجرات ومخلفات الحروب . وانا من الأشخاص الذين نزلوا الى هذه المديرية . حيث كنت مشرف على فرق التوعية من مخاطر الالغام والمتفجرات ومخلفات الحرب التابع للبرنامج الوطني للتعامل مع الالغام وقد أشرت في تقاريري السابقة _ الأسبوعية واليومية_ التي كنت ارسلها الى البرنامج الوطني والمنظمات الداعمة بأن مدينة حيس تعيش في وضع صعب ومخيف نتيجة تواجدها على اكبر مخزون للألغام والقذائف المزروعة تحت الأرض ، بالإضافة الى العبوات الناسفة المبتكرة محلية الصنع التي توضع على قارعة الطريق ومفترق الطرقات . بالإضافة الى الحصار الذي تفرضه عليها المليشيات الحوثية من الأربع الجهات تقريبا باستثناء ممر واحد من الإتجاه الغربي على الخط العام الذي يربطها مع الخوخة وهي طريق اصبحت أمنه بسبب تواجد النقاط الأمنية والعسكرية التي تحمي المارة على طول الخط الى الخوخة . وحيس في حاجة لإرسال مجموعة فرق النزع والتطهير وفرق القذائف .. لرفع الإلغام والقذائف المحيطة بالمدينة وفي الأسواق والممرات والطرق والمساحات التي يستخدمها المواطنون في تحركاتهم وفي رعي الأغنام والمواشي ، كما انها في حاجة لتكثيف النزولات الميدانية الخاصة بفرق التوعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب . وقد طالبنا بنزول فرق النزع والتطهير الى المديرية غير ان طلبنا هذا يواجه بالرفض نتيجة لعدم موافقة فرق التطهير التابعة لمنظمة مسام بالدخول الى حيس بحجة ان المنظمة تحظر على الفرق التابعة لها بالعمل في خطوط التماس والمناطق الساخنة . لذا فنحن نطالب المركز التنفيذي للتعامل الألغام ومكتب التنسيق بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة undb بإدراج مديرية حيس ضمن خطة التوعية المصاحبة نتيجة للحاجة الماسة لمزيد من فرق التوعية بسبب انتشار الالغام والقذائف ومخلفات الحروب في المديرية التي يروح ضحيتها الكثير من الإبرياء المدنيين من النساء والأطفال بشكل شبه يومي . حيس مدينة تستحق التضحية من اجلها يقول الشاعر انا من بلاد تسمى تهامة ... ....... احب الحياة واهوى السلامة ولا قيل يوم قطع طريق .. ...... ولا قيل يوم قتلت حمامة دفعت فواتير كل العصور .. ....... ومازلت احيا عصور الإمامة
مع تحياتي مدرب ومشرف فرق التوعية بالبرنامج الوطني للتعامل مع الالغام محمد حسين المنصوري . . الجمعة20 نوفمبر2020م