الليلة الماضية عِشت لحظات من جحيم ، شعرتُ بأنني أتقلبُ على سريرٍ من جَمر وفِراش مصنوع مِن مسامير النجارين وأشواك السدر وشضايا الصواريخ ، وشعرتُ بأن نِصف جسدي مليء بالثقوب ، ساعدي الأيسر بتره الألم وجناحي الأيمن كان يصرخُ من هول الوجع، رأسي بات مَسرح عظيم واُذنيّ مكبراتٍ صوت ضخمة ، أصابعي تحولوا إلى مُجرمين وقَلبي إلى جَرس انذار يرسل الاُغنيات دون توقف ويبثُ الضجيج، شعرتُ بأنني زانيٍ أعترف بجريمته أمام المُحاميين والقاضي في المحكمة، فاُصدر ضده الحكم رجماً بالرصاص حتى الموت ، كانت ليلة مأساوية بدونكِ يا سلوى تشبه اليوم الذي فَقدتي فيه أباكِ ، هل تذكرين تلك الوخزات، كنتي تتقلبين على سرير غُرفة من أنجبكِ عندما أنطفى وأعلن الرحيل ، وكنتي تسكبين دموعكِ بإسراف حتى تبللت أرضية الدار وتعفنت سجادة المجلس نتيجة قهر الوداع ، غيابكِ أغتال جسدي ليلة البارحة مما جعلني وجبة لوحشٍ ملعونٍ يُسمى الأرق ، أتى إلي شاهراً سيفه الحاد كالسيف الذي كان يُقاتل به خالد إبن الوليد وأنا كنتُ الخَصم وجسدي أرض المعركة ، أمتلأت الغُرفة بِصرخاتي القوية ومن شدة الصدأ سقطت عمارة جارنا الحاج مَسعود فماتت زوجته وصديقتكِ نادية ، وأولاده الخمسة هاهم يرقدون في العناية المركزة هُناك على ظَهر خمسة نعوش مصنوعة من الأخشاب ، وللتوضيح المُستشفى يوجد في زاوية المدينة حيثُ صادفتكِ عند أول نبضة ووقعتُ بِحبُكِ وذُبتُ فيك . أنا أعلمُ أنكِ لن تصدقين إعترافي لأني أعلمُ عنادكِ واحفظُ نظرات عينيكِ اللواتي يترجمهن هذا الحُب الذي يرقصُ في جوف قطعة بسيطة موظفة بضخ الدم إلى حقولي ، أعرفكِ جيداً ولا أريد أن أكرر إعترافاتي إليكِ يا حلوة لكنني سأقول لكِ ما يزال المُستشفى موجود لعلكِ تذهبين لزيارة الكادر وتتأكدين ، وعند عودتكِ عليكِ أن تلقي نظرة على حجارة منزل الحاج مسعود المُبعثرة كنبضات قَلبي ، عِشتُ ليلة مليئة بالدموع وتسببتُ برحيل روحين ، لم أكتفي بهذا بل كنتُ ملعون عندما تسببتُ بغيبوبة البقية فأصبحوا بين الحياة والموت ، هأنا أراني تاجر حرب مكروه ورجل دينٍ مثقوب والسببُ أنتِ لأنكِ تركتيني وحيداً كجثة وسط غابة ينهشها وحش لا يرحم والجثة أنا والوحش الأرق الذي سببه غيابك . وثيق القاضي. 30-11-2020