في منافٍ ومنافِ .. شيّدوا وجعي ليس لي غيرُ صمتي .. ليس لي غيرُ لمعِ الظلام شاحباتٌ شموع دمي كلّما قطرةٌ من شعاعٍ داهمتني تموتُ بوارقُ أخرى وتسحبني غُربةٌ أولى إلى غربة ثانية إنّ لي رملة رفضت تختفي في سطوح الحاضر المحبوس في غيم الحطام لم تنم عينُ قهري لم ينم شوكُ جذري إنهُ عالقٌ في ضجيج دماري فجأةً، يتدّلى انشطاري ويطيرُ شراري فوق سقفِ السّراب الذي لا ينام في منافٍ ومنافِ ليس لي أنثى تُغطي هياج الأعاصير في فورةٍ قاحلة ليس لي .. ليس لي ضحكةٌ عاقلة تنحني شهوةُ الماضي أمام حذاء الزّلة الناحلة هكذا هربت من زماني الأزمنة .. هكذا هزمتني شطحةٌ راحلة هكذا .. كلّ وقتٍ يقاسمني نهرَ فجرٍ، شهابُ ثمالته الراهبة قتلوني .. ومهيارُ ماءٌ ونارٌ صاخبة مُهرُ مهيارَ قاسمني أشهى ارتكاس الفيافي وقاسمني نخلة في فناء شجوني ليتَهُ لم يَذُب في صخور اعترافي ليتهُ لم يقاسمني نبيذ المنافي (سرقوا قاتَ حُلمي سرقوا البيجو حبيبي سرقوا امرأةً تمشي تحت رمشي سرقوا بيرة البحر وقادوني إلى ملح الجفاف) üüü واحداً كنتُ سراجاً لأمّي التي نثرت شمس البراءة فوق مدار شتائي، واحداً صرتُ أسقطُ في بئر ذعري، حولي الموتُ يُصلي، المراثي خُبزتي و الأنين ضيائي لم يعد بغضُ بعضي غيرَ نزفٍ في صحارى الذبول لم يعد بعضُ بعضي غير جمرٍ في رمادِ شتائي. ليس لي غيرُ التراجيع تُسيّجُ ذاكرتي الغافلة سقطت في عراء العراء قوافلُ رعدي ونادمني عسسُ الوحشةٍ الحُبلى بسُمّ الأغاني الذابلة ليس لي دمعةٌ كيف أبكي؟ لم أذق خمر الهدوء ولا مغفرة القهوة المنتصرة كيف أبكي والسجائر تبكي؟ كيف أبكي والبراعمُ تبكي النّشوة المنكسرة؟ وقعُ قلبي مزاميرُ تبكي هل أسيرُ إلى حقل رؤاي؟ هل أهاجر كي تسبقني لعنةٌ مندحرة؟ ليمُت غول رعبي كي يفيق هديري لتمت زوبعة مُنحدرة (في قميص ناصعٍ سكبوا قطر الحِداد في ربيع باسلٍ زرعوا صمغ الرماد) نصفُ مهيار دائي .. ونصفُ دوائي وصداقاتي الذائبة نصف مهيار رفيقي، حزبُ يومي، غدي آهِ كم دثرتني المنافي! ! آه كم مزقتني خطوط ندائي! ! (دخلوا في عناقٍ داكنٍ دخلوا في شجار باسقٍ دخلوا في انبهارٍ عقيم دخلوا في .... دخلوا في .... ومضوا في احترابٍ بهيم) من يقيني، يا حبيبي، من جموح صداي؟ أبصرُ الآن رصاص جنوني في جبيني، حيّرتني خطاكم أيها الرفقاء وإلى أيّ الشوارع تمضي تاهتِ الطرقات .. وضاع كتابُ الحنين لا تقولوا أيها الرفقاء: إنّ نجمي غائبٌ .. وكواكبَ هاجسي شاردة لا تقولوا أيها الرفقاء عن خطاي لاتقولوا: إنها جامدة إنّ بيني وبينك جسوراً ووضوحي سماءٌ تُنبتُ الآن صهيلاً تُمطرُ الآن نسوراً وبروقي واعدةٌ .. واعدة وقال أيضاً: أنامُ .. وولاّدةُ الآن ترقد بين دمي ودمي أنا العاشق الألف تدخلني تحتمي خلف حُنجرتي امرأة .. وتحبلُ في زمني وردةٌ أو ضبابْ على أرق العاشقين تنامُ وأحلم .. كانت مسافات حلمي قصيرة كأني وولاّدة قابعة في انحنائي عبرتُ إلى لغة الكبرياء .. وأسألُ وجه الزمان: إلى أين أمضي -، وتمضي الخيولُ التي لم تنم حرضتني عيون بلادي على جسدي، انتفضت دمعتي. والمدى أضيق اليوم من صيحتي إنني متعب . اعذروني إذا ما ارتديتُ الرمال. وذاك المساء يداهمُ حُلُمي وملء العيون مراحلُ مسكونةٌ بالنجوم وملء العيون مراحلُ مشحونة بالظهيرة يفاجئني الجوعُ، يورق تحت لساني فأبحث عن كسرة في النهار وفي هدأة الليل يستوطنُ المستحيل وقلبي، لعينيك ولاّدةُ، الصحو سيلٌ من العشق ينمو. يطاردني، أنشقُ الأمل الحلو كيما تدب الحياة.