بتنسيق اسرائيلي: الإصلاح يهاجم العاصمة عدن.. من تل أبيب!    الأمم المتحدة تنقل مقرها من صنعاء للعاصمة عدن    هيئة المواصفات تتلف كميات من المنتجات المخالفة    الرئيس الزُبيدي يرحب بمخرجات مؤتمر الأمن البحري المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض    سلطة بن الوزير تعيد أبناء حوطة عتق إلى الزمن البريطاني الجميل (تقرير تأريخي)    الأرصاد يرفع التحذير إلى "إنذار" وخبير في الطقس يتوقع استمرار الأمطار لأيام قادمة    حماس: توسيع الاحتلال عمليته في مدينة غزة فصل جديد من الإبادة    مارسيليا يفتقد عنصرين مُهمين أمام ريال مدريد    صنعاء : تدشين اول مصنع لتدوير المخلفات البلاستيك ب (آلات محلية)    شرطة العاصمة تضبط متهماً بالاعتداء على صاحب محل مجوهرات ونهب كمية من الذهب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    سريع يؤكد إرباك الطيران المهاجم والإعلام الإسرائيلي يعلن عن الأهداف المقصوفة في ميناء الحديدة    الجيش الإسرائيلي يعلن شن هجوم على أهداف حوثية بالحديدة    الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تدين استهداف ميناء الحديدة    السفير المتوكل يلتقي مبعوث برنامج الأغذية وممثل اليونيسف    تنفيذية انتقالي سقطرى تناقش سبل تعزيز الأداء التنظيمي والمؤسسي للهيئة    محافظ الضالع يناقش مع مديري المديريات القضايا الخدمية والتنموية    ناس" و"ناس"    العميد سريع: دفاعاتنا الجوية أجبرت بعض التشكيلات القتالية على المغادرة قبل تنفيذ عدوانها على اليمن    برشلونة يؤجل عودته إلى ملعب كامب نو    الوحدة التنفيذية في مأرب تطلق نداء عاجلا لإنقاذ النازحين من تأثيرات المنخفض الجوي    الصين تجدد موقفها الداعم لسيادة اليمن واستقلاله ووحدته    محافظ شبوة يتلقى تقريرا حول نشاط السلطة المحلية في عتق    نقيب الصحفيين يهنئ العاقل بتوليه منصب نائب وزير الإعلام    بالصور | تشييع شهداء العدوان الصهيوني على صحيفتي 26 سبتمبر واليمن    رئيس هيئة الأراضي يدشن من العاصمة عدن مرحلة جديدة لحماية التخطيط العمراني ومكافحة الفساد    لملس يدعو الصين لإعداد خارطة طريق للتعاون الاقتصادي    جولات قادمة من الحرب .. إسرائيل تعلن تشكيل مجلس تسليح خاص لمواجهة إيران واليمن    "إخوان الإرهاب" وإسرائيل: خبراء يكشفون تحالف الظل لتقسيم الأمة العربية    قمة مخزيه وصورة نتنياهو تفضح الضعف العربي    سيدات العلا يتوجن بلقب كأس فاطمة بنت مبارك    ليس مثل أوراوا والعين.. الأهلي يحبط مفاجأة ناساف برباعية    يوفنتوس ودورتموند.. مواجهة بنكهة التسعينيات    ترك المدرسة ووصم ب'الفاشل'.. ليصبح بعد ذلك شاعرا وأديبا معروفا.. عبدالغني المخلافي يحكي قصته    تحالف ديني مذهبي يمني يستهدف الجنوب    رئيس الوزراء "معين بن بريك" يغادر إلى الرياضك "نموذج ساقط للإعلام المعادي"    المعلا: مديرية بلا مأمور أم مأمور بلا مديرية؟    محمد وزهير الزعكري .. شهيدان اقتفيا أثر والدهما    الاهلي السعودي يتخطى ناساف الاوزبكي في دوري ابطال اسيا    بايرن ميونيخ يخسر جهود غيريرو قبل مواجهة تشيلسي وهوفنهايم    الذهب يسجل أعلى مستوى تاريخي جديد    ما زال الموت يذكرنا بأصدقائنا المنسيين    ديسمبر.. «شمس الزناتي 2» في دور العرض    حالتها مستقرة.. جلطة ثانية تصيب حياة الفهد    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    محور تعز يدشن احتفالات الثورة اليمنية بصباحية شعرية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة عبدالله يحيى الآنسي    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    برشلونة يدهس فالنسيا بسداسية مذلة    العصفور .. أنموذج الإخلاص يرتقي شهيدا    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    اليمن كل اليمن    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    الصحة تغلق 4 صيدليات وتضبط 14 أخرى في عدن    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حب غسان كنفاني لغادة السمان بقلم عائشة كداد الجزائر
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 10 - 2012

السجين لا يفكر بما هو داخل السجن، بل بما هو خارجه، أقول، وأنت كل ما هو خارج القضبان، تسير أنتَ في و"الرجال في الشمس"، "عائد إلى حيفا"، تقول، ونحن في الظلّ يا غسان، "عالم ليس لنا"، بل علينا، وأنت لك العالم الآخر، هو "الشيء الآخر" الذي لا نعرفه، تضيء "القنديل الصغير"، وترسم فوق الجدار الجديد صورة "أرض البرتقال الحزين"، وتعلّمنا الدرس الأخير: هذا "ما تبقى لكم"، رسمة فيها ذاكرة "الرجال والبنادق" الجميلة، و"قبعة ونبي"، والصحابة الجدد كثيرون يا غسّان، ونحن ندفن أنبيائنا كل يوم، ك"القميص المسروق" أنتم يا أنبيائنا الرائعين، دفناك، ودفنا كمال ناصر، ودفنا معين بسيسو، ودفنا ناجي العلي، ودفنا ادوارد سعيد، ودفنا محمود درويش ...
عرفناك مجاهدا مناضلا بقلمك .. ولانستطيع أن ننفي مشاعرك الطاهرة لغادة فانت من قلت :
أنت من جلدي ، وأحسك مثلما أحس فلسطين: ضياعها كارثة بلا أي بديل، وحبي شئ في صلب لحمي ودمي، وغيابها دموع تستحيل معها لعبة الاحتيال
"آه أيها الحب .. لو أستطيع أنا وأنت أن نتفق مع القدر .. كي ندمر هذا الطابع الوحيد للعالم ..
إلى قطع صغيرة صغيرة ..
ثم نعيد بناءه من جديد .. كما تشتهي قلوبنا .."
"اريدك بمقدار ما لا استطيع اخذك,واستطيع اخذك بمقدار ما ترفضين ذلك, وانت ترفضين ذلك بمقدار ما تريدين الاحتفاظ بنا معا, وانا وانت نريد ان نظل معا بمقدار ما يضعنا ذلك في اختصام دموي مع العالم!!!"
أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك ، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء ، خصوصاً إذا كانت تُعاش ، وتُحس وتُنزف .
ورغم ذلك ،
فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئاً واحداً فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئاً محتوماً ، وستظل كالأقدار التي صنعتنا :
|| أنني أحبك ||
بالنسبة إليكِ ، الحياة ملحمة انتصار تبدأ من عنقك فما فوق . الكتابة وحدها درعك ، وحدها تجلو حقيقتك ، أكثر مما يجلو أي (ميني جوب) أنوثتك .
أنا لا أحبكِ فقط و لكنني أؤمن بكِ مثلما كان الفارس الجاهلي يؤمن بكأس النهاية يشربه و هو ينزف حياته ، بل لأضعه لك كما يلي :
اؤمن بكِ كما يؤمن الأصيل بالوطن و التقي بالله و الصوفي بالغيب .
لا كما يؤمن الرجل بالمرأة!
أيتها الشقية الحلوة الرائعة! ماذا تفعلين بعيداً عني ؟
أقول لكِ همساً ما قُلتُه اليوم لكِ على صفحات الجريدة :
((سأترك شعري مٌبتلاً حتى أجففه على شفتيكِ !))
أنني أذوب بالأنتظار كقنديل الملح. تعالي!
إنني أكره ما يذكرني بكِ ، لأنه ينكأ جراحاً أعرف أن شيئاً لن يرتقها .
أنا لا أستطيع أن أجلس فارتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم ...
و يالكثرة الأشياء التي تذكرني بكِ:
الشعر الأسود حين يلوّح وراء أي منعطف يمزّع جلدي
النظارات السود ما تزال تجرحني
السيارات ، الشوارع ، الناس
الأصدقاء الذين تركتِ على عيونهم بصماتكِ
المقاعد ، الأكل ، الكتب ، الرسائل ، المكتب ، البيت ، الهاتف
كل ذلك ، كله ... هو أنتِ ، وقبله:
أذكركِ طالما أنا أنا ..
وحين أنظر إلى كفّي أحسك تسيلين في أعصابي
وحين تمطر أذكرك
وحين ترعد أسأل: من معها ؟
وحين أرى كأساً أقول: هي تشرب ؟ ثم ماذا ؟
يذهلني أنني حين أرفع سماعة الهاتف في هذه الغرفة العالية لم أسمع على الطرف صوتك ..
تعرفين أنني أغار وأحترق وأشتهي وأتعذب
فكرت بك.. بك وحدكِ.. و أنتِ لا تصدقين
لا أحد على أي حال يعرف كيف تُرتب الحياة نفسها أحيانا يحسب المرء أن قصة ما انتهت فإذا بها تبدأ!
إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل
أنتِ عندي اأكبر من حزنك ومن غضبك ومن قطيعتك, إنتِ عندي شئ يستعصي على النسيانِ
مأساتي و مأساتُك أنني أحبك بصورة أكبر من أن أخفيها و أعمق من أن تطمريها
أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك ؟ اكتبي
أنها جبانة ،، تريد ان تكون نصف الأشياء ، ولا تريدني ، ولا تريد غيابي ،،
دونك لا شيء وغيرك غير ممكن،
لماذا أنا اشتاق إليك كل هذا الشوق اذا كانت أنا تعنينا نحن الاثنين كما اتفقنا
إن النسيان هو أحسن دواء اخترعه البشر في رحلتهم المريره ، ومع ذلك فأنا لن انساك
كان شعرك في أروع فوضى, وكانت عيونك مؤطرة بسواد آسر... لقد وجدت نفسي أحدق إليك دون وعي وكتبت أنت عن هذه اللحظة في مذكراتك
ثم... آه أيتها العزيزة, لقد أحببتك بكل القوى التي تحتويها ضلوع إنسان يبحث عن استقرار.. بكل خفقان القلب الذي تعذب طوال عمره... بكل صلابة الأضلاع التي جاعت, وتشردت وتألمت... من اجل هذه اللحظة...
أعطيك العالم إن أعطيتني منه قبولك بي..فأنا، أيتها الشقية، أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد
غادرت لتوك ومازلت احسك بين ذراعي ، .. هل اقول لك الى اللقاء ؟
قد أكونُ مجنونا لو قلتُ لك أنّ كل الأبواب يجب ألا تفتح إلا من جهةٍ واحدة
أنا أعرف أنها تحبني،لا ليس كما أحبها ولكنها تحبني، إنها تردد دائماً أنها ضدي إذا شيّأتها ولكنها لا تكف عن تشييئي دون وعي منها
البقاء مع شخص تحبه وانت تعلم انك ستفارقه .. كاللعب تحت المطر .. ممتع .. لكنك تعلم انك ستمرض لاحقاً
كنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ، ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عينيّ ، ولكن لأنني لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد !
أنتِ لا تعلَمِين .. أشتاقُكِ بِحجمِ السَماء
لقَد صِرتِ عذابي ،
وكُتِبَ عليّ أن ألجأَ مرتين إلى المَنفى ، هاًربا أو مرغماً على الفِرار من أقربِ الأَشياءِ إلى الرَّجل.. وأكثرها تجذراً في صَدرِه ..
الوَطَنُ وَ الحُبُّ
إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا ً لا يمكن ، أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق !
يكبر غيابك في صدري بصورة تستعصي علي العلاج
لا تكتبي لي جوابا ...لا تكترثي ، لا تقولي شيئا . إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد ، و سأظل أعود : أعطيكِ رأسي المبتل لتجففيه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحت المزاريب
أتذكرين؟
لقد جمعتنا حفلة صغيرة، وحين التقت عيوني بعيونك أحسست بمعول ينقض في صدري فيهدم كل المرارة التي اجترعتها طوال طفولتي...
كان شعرك في أروع فوضى...
وكانت عيونك مؤطرة بسواد آسر...
لقد وجدت نفسي أحدق إليك دون وعي ...
أما انتِ فقد دخلتِ الى عروقى وانتهى الامر ، انه من الصعب ان اشفى منك ..
عزيزتي غادة..
مرهق إلى أقصى حد : ولكنك أمامي ، هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق ، حين يبدأ الألم في التراجع . سعادة الألم التي لا نظير لها . أفتقدك يا جهنم ، يا سماء، يا بحر. أفتقدك إلى حد الجنون . إلى حد أضع صورتك أمام عيني وأنا أحبس نفسي هنا كي أراك
"وها أنذا، متروك هنا كشيء، على رصيف انتظار طويل، يخفق في بدني توق لأراك، وندم لأنني تركتك تذهبين. أشرع كفيّ اللتين لم تعرفا منذ تركت ، غير الظمأ"
فقالت غادة :
كنت ممتلئة بك ولكن زمننا كان مثقوباً ... يهرب منه رمل الفرح بسرعة !
خارق العذوبة و الكبرياء
نقاء صحاري طهرتها الشمس
طوال عصور من اللهيب ..
ايها القادم من مسقط رأس أجدادي
و مسقط قلبي ..
أطلق سراحي من حريتي ..
خذني اليك
أجهز علي بحبك ..
أفْتَقِدَك .. أيُهَا الأحْمَق الرَائِع !
فتحت باب التراب
و زحفت اليك في سراديب الحمى
عبر القارات السبع لبراكينك ...
فملأت حنجرتي المشتعلة حبا
برماد شهيتك
لإذلالي و امتلاكي
أحببتك ذات يوم بجنون
لأنني معك وحدك ..
كنت كلما هبطتُ حلقت !
حين نكون معا
اقفل الباب بالمفتاح مرتين
لأمنع الفراق
الواقف خلف الباب من الدخول !
ذراعاك أرجوحة نسيان
و داخل عينيك دروب أركض فيها إلى الطفولة
و بحيرات كالمرايا أمشي فوق مياها و لا أبتل ....
ايها القريب كأنفاسي و افكارى
احبك ..
و اصرخ بملء صمتى : احبك
لا أملك في الدنيا إلا قلماً يجر نفسه على الورق راسماً خطاً لنزفٍ في أعماقي ..
على طول الشواطئ والجبال حتى حافة جرح قلبي..
أتذكر كيف ركبت حصان الجنون إليك مرة،
وقفزت به من فوق أطفالك وأصدقائك ومجدك،
كأرعن في سباق على الحواجز..
ثم حدث خلل بسيط:
لقد أشرقت الشمس صباح اليوم التالي!
عيناك قدرى لاأستطيع أن أهرب منهما وأنا أرسمهما فى كل مكان وأرى الاشياء خلالهما
قررت أن أحبك فعل ارادة لا فعل هزيمة
لأني أحبك عاد الجنون يسكنني
والفرح يشتعل في قارات روحي المنطفئة
لأني أحبك
عادت الألوان إلى الدنيا
بعد أن كانت سوداء ورمادية
بحّت أحشائي
و أنا أصرخ بك :
أيها الناعم كملمس أفعى
الحار كنسيم الجحيم...
المثير كأعماق البحار...
لا تخلعني, فأنا جلدك !!
كان حبي لك صادقا كالاحتضار
و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...
جئتك من باب الأعماق البحرية
فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..
إقترب، شرط أن تظلّ حيث أنت !
لا تقترب أكثر .. كي لا تصير بعيداً !
آه صوتك صوتك !
مسكون باللهفة كعناق
يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...
وأعاني سكرات الحياة وأنا افتقدك
وأعاني سكرات الحياة وأنا أحبك أكثر
في حبنا براءة و جنون مثل طفلين يلعبان الغميّضة !
لآ تذهب ، لآ تحضُر
لآ تقترب ، لآ تبتعد
لآ تهجرني ، لآ تلتصق بي
لآ تضيعني ، لآ تؤطرني
لنطِر معًا
في خطين متوازيين
لآ يلتقيان ، لكنهما أيضًا لآ يفترقان
أأحِنّ إلَيكْ، أمْ إلىَ وَطَنْ عِشْنَاه مْعاً ! ~
جربت المسكنات كلها
ضد الألم و الحزن لموت الأحباب
و موت الأشياء الجميلة
و ما زلت لا أجد ما يشبه مسكنات شفتيك
و لذا ، أظل أعود إليك !
أحبك كثيرا
أكثر حرارة من البراكين الحية
أكثر عمقا من دروب الشهب
أكثر اتساعا من خيالات سجين
أحبك كثيرا...
أحبك حتى أكثر من عدد ذنوبي !...
كنت أظن القمر يقطن في أعالي السماء ،، حتي أكتشفت ليلة نزهتنا ،،أنه يقطن في عينيك
أحبك لأنك الغريق الذي يخشى البلل
و النار المتأججة التي تخشى الدفء
أحبك لأنني ألتقي بك لحظة أغادرك !!
اللغة أداة سوء فهم ، وحده الصمت لغة العشّاق !
الفراق أكذوبة أخترعناها لإنعاش حاسة الحب.
اتهموني بحبك ..
وها أنا أقسم بأنني مذنبة بالتهمة بكل فخر ..
وأؤكد للمدعي العام أسوأ شكوكه ..
وأشهر حبي لك على رماح القبيلة ..
وليحكموا علي بالسجن المؤبد داخل شرايينك
أو بالنفي إلى عينيك .
الاعتراف المتبادل بالحب هو تحرير لصك وفاتة !
و سأظل أمشي في حقول ألغامك و أنا أحمل بيدي عكازي الأبيض كالعميان......لأرى غموضك بوضوح.
اوه أيها الشقي ...
ليتك لم تحبني ...ليتنى لم أنفذ الى ما تحت جلدك كما تقول فقد صرت اليوم سجينة جلدك واعماقك...
لم أعد أملك إلا أن أنبض مع عروقك... أتدفق فيك,حيا وسط تياراتك الداخلية ...
أحاول أن أتقن درس الحساب لأتعلم "الجمع" بيني وبينك و"الضرب" عرض الحائط بكل من يريد "قسمة" حبنا.
افتقدك، أيها الأحمق الرائع،
آه كيف صدقتني حين قلت لك :لا
وكيف ، كيف لم تسمع
عشرة آلاف " نعم "
تطل بروؤسها الدقيقة الشهية الشفا ه
خلف عبارة " لا " المتجهمة؟
***
أفتقدك أيها الأحمق الشهي،
لكني أرقبك بهدوء
و أنت تركض في البراري
و تصهل في الوديان
دون أن تدري
انك لا تزال داخل حدود أرضي جسد ي
****
أفتقد صوتك.
أكاذيبك، تبجحك،......
أفتقد نقاط ضعفك التي تتوهمها سرية،
أكثر مما أفتقد قواك الاجتماعية السحر.....
افتقد جراحك، لا نصرك
فا أنا حقا أحبك
لقد تركت نفسي
اغرق في نهر أحلامي
فا ختنفت .... و مت إحدى ميتاتي العذبة!.....
أيها البعيد كمنارة
أيها القريب كوشم في صدري
أيها البعيد كذكرى الطفولة
أيها القريب كأنفاسي وأفكاري
أح ب ك
أيها النقي
كالثلج الذي لما يهطل بعد ،
يا نقاء ثلج العام المقبل ،
أحبك
بكل اللهفة الممكنة
وكل الغصات ...
الحب الفاشل موجع ..
ولكن الحب المتبادل أكثر إيلاماً ..
لا شيء يشفي غليله سوى الإحتراق المشترك أو الموت المشترك ..
ولا نملك حتى حق الخيار بينهما ..
ليتك لم تقل لي أنك بكيت لأجلي...
أنك بكيت كالأطفال وهتفت باسمي مراراً وسط الليل المقفر..
وكانت دموعك سائلاً نارياً كاوياً...ها دموعك تغرقني...حزنك يفتتني...مخاوفي عليك ومنك تفور في رأسي كثعابين الماء السامة...أية دوامة بعثنا ؟...أيه مأساة ابتدعنا ؟ اي لعبة شطرنج جهنمية لا تنتهي مارسنا ؟
كن كالحزن يا حبيبي... وامكث معي
واعرف ان رحيلك محتوم
كما حبك محتوم
واعرف انني ذات ليلة سابكي طويلا
بقدر ما اضحك الان
وان سعادتي اليوم هي حزني الاتي
ولكني افضل الرقص على حد شفرتك
على النوم الرتيب كمومياء
ترقد في صندوقها عصورا بلا حركة
الصدق يحتاج إلى اثنين;
واحد يتكلّم، وآخر يصغي
كلانا تكلّم، كلانا أصغى
لكن;
أحدنا كان أصم..!
أحدنا كان أبكمْ..!
لهذا إنتحر الصدق / ومتُّ أنا
وهو في مكان ما يكرر المحاولة.,
أنصتُ إلى اللحن نفسه
وأتذكرك ...
يوم كان رأسي
طافياً فوق صدرك
وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة
وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك
لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..
كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،
موته المحتوم ذات يوم ...
لا أحد مثلي يستمتع بالحب
لأنه لا أحد مثلي يعرف معنى العذاب
لقد مررت بمدينة الجنون
وأقمت بمدينة الغربة
وامتلكتني مدينة الرعب زمناً
واستطعت أن اغادرها كلها من جديد
إلى مدينة الحياة اليومية المعافاة ..
ولكنني خلفت جزءاً مني
في كل مدينة مررت بها
وحملت جزءاً منها في ذاتي
وأنت كلما احتضنتني
احتضنت الجنون والغربة والرعب
ويدهشك أن ترتعد حين تكون معي ؟..
ياحبيبي
ما أحببتك قط كما أحبك الآن لأنك جعلتني أكف عن حبك !
أفهمك رغم الصمت ، بل أفهمك عبر الصمت ، كأننا اكتشفنا لغه تخصنا وحدنا ..!
مُنْذ اللَحْظَة الأولىَ حِينْ أحْبَبْتُكَ
وَ أنا أُحَاوِل أنْ أتَعَلَمْ لُغَات صَمْتك
لأُخَاطِبُكَ ... بلآ صَوتْ
ف هلْ تَسْمَعنِّي .. !؟
ألعن تلك اللحظة المباركة
وأنا أهرول كعادتي في دروب مدينة ليست لي
لأحلم برجل ليس لي...
.
أشهد مرة أنني أحببتك ....ومازلت....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.