بعيداً عن المعايير الاجتماعية البالية وتلك الفسيولوجية المضحكة.. أحببتك وأحبك.. وأقصى ما أتمناه من الخالق .. أن يمنحني لحظةً خاطفةً، أضع فيها رأسي المنهك، تماماً.. على وسادة صدرك الدافئ ثم له، للخالق أن يميتني بعدها، راضيةً مرضيّة! ! هكذا، أحدّث نفسي ..كلّ ليلة، ألوذ فيها بين جوانح حزني القديم، قدم السنين التي قذفتني إلى رمادها المرعب.. أمي! لقاء نزوة زائفة، قضتها بكل رعونةٍ وطيش، مع رجل جلف المزاج، يُدعى والدي..! - أوّاه، ما أقساك، يا هذا المنصهر بلجّة أعماقي! ترى .. ما الذي جنيته حين عشقت في عينيك ظمئي وقمّة رعبي؟؟! ! - تقول الكتب: إن الإنسان يعشق في الآخر ما يكمل نقصه. ألست نصفك الآخر؟! يا لتعاستي! حين لا أرى فيك غير ضعفي وقلّة حيلتي! ! وتقول الكتب – أيضاً - : إن الأنثى العربية، تعشق الفارس القويّ، الشجاع، الذي يشهر سيفه الباتر في وجه كلّ المخاوف والصعاب، ثمّ يشدها على ظهر جواده الأبيض ويطير بها فوق بحارٍ من الرمال البعيدة. آهٍ، ماذا عشقت فيك، إذن! أيها الهشّ، مثلي! أنت كائنٌ هشٌ، تماماً! ليتك تكون قوياً..! ليتك تقدر أن تقمعني! تُرى.. هل أسميك شخصاً سادياً: يسعدك كثيراً أن تراني أتعذّب بعشقك وأتمزّق كلّ ثانية تمرُّ من عمري التعس، وأنت تدرك، جيداً، حجم تعاستي! - أليس كذلك؟! تدرك جيداً .. ! ! إذن، لم سمحت لقلبي أن يعشقك؟! تُرى .. هل هو ضربٌ من العبث المحبّب لدى قلبك؟! وإلاّ ..فلماذا، لم تصفعني منذ أول وهلةٍ أعلنت لك فيها عن هذا العشق الساذج؟! لم احتفيت وفرحت كثيراً بكلمات العشق التي طوّقك احتراق حروفها، شوقاً إلى همسة عفوية، تصدح بها في أذنيّ.. لماذا؟؟! ! ! لم لم ترحم عمري الصغير، إن كنت فعلاً تراه كذلك وترى نفسك أكبر بكثير من أن تستحقك طفلةً حمقاء، مثلي؟! -تُرى .. هل أنا طفلة – حقاً – في رأيك؟ ! قلبي يحدثني أنني أكبرك بمئات السنين، بل بملايينها! ! وأنك لو تكون بين يديّ في اللحظة الخاطفة التي أتمناها من الخالق، ثم أموت بعدها.. .نعم نعم لو تكون .. ! عندها تصبح .. أنت طفلي الصغير جداً جداً. وطفلي الخائف – أيضاً – من أعين الآخرين .. وعندها سوف أناجيك وسوف أهمس في أذنيك: هل أنت خائف، يا حبيبي، من ماذا؟! لا عليك. فأنا، سوف أخبئك، تماماً. تعال، تعال هنا، هنا يا حبيبي.. بين يديّ، تعال، تعال ونم .. نم على وسادة قلبي! نم يا حبيبي ولا تقلق. نم واهدأ. اهدأ تماماً. فأنا أحبك، أحبك كثيراً. وأنا .. أنا أمنحك حياتي، فلا تقلق. لن يجرؤ أحدٌ أن يقترب منك، لن يقدر، لأنني، لأنني سوف أحميك منهم. سوف أحميك، بحياتي! وسوف أجعلك تصعد على ظهر فراشتي المنتظرة هناك، قُرب تلك السحابة البيضاء، ثم أطير بك.. على ظهر فراشتي الجميلة ..! ذات الألوان الربيعيّة، الزاهية!! نعم، سوف أطير بك .. على ظهرها ..فراشتي! نحو سماءٍ بعيدة ..