التخطيط للمستقبل امر هام جدا للدول ذات القيادة الواعية كي تضمن المستقبل لأجيالها، والتجارة هي اهم قوة يمكن ان تملكها دولة، فهاتين هما المزيتين الاهم للدول(السياسة الواعية والتجارة المزدهرة)، وهكذا هي الصين اليوم تملك القيادة السياسيةالحكيمة والتطور الهائلة في مجال التجارة، والحاضر يؤكد لنا النمو الكبير الذيتعيشه الصين عاما بعد عام, في مجال الاقتصاد وفي محور السياسة الناجحة، حتى اصبحتقطب عالمي مهم مؤثر جدا. لكن ما قصة اهتمام الصينباليمن! مع انه بلد فقير ويعيش ازمات متعاقبة، هل هناك لغز فيالموضوع. في العام الماضي وتحديدا في الاسبوع الاخير منه، جرت مناورات بحرية مشتركة في بحر العرب والمحيط الهندي بين كل من ( الصين وروسيا وايران)، وهي المناورات الاولى التي تجريها ابكين مع موسكو وطهران، وتوضح لنا مدى التطور الكبير في العلاقات وفي ترابطالرؤية المستقبلين للبلدان الثلاثة, مع رسائل مهمة على التطور الكبير في البناءالعسكري لهما, فبعد الكشف عن الترسانة الصاروخية لكل بلد، والتطور في مجال البرامجالفضائية وانتاج الطائرات, جاءت المناورة البحرية للكشف عن هذا التطور الكبير جدا فيمجال السفن والغواصات والصواريخ الخاصة بها. الرسالة الهامة من هذه المناورة هي للمنافس الامريكي على خيرات المنطقة، ليعرف حجم عدوه. لكن هنالك شيءاكبر من رسائل التحدي واشاعة مظاهر القوة على المنطقة، انه (المثلث الذهبي)! وهيجغرافيا باب المندب ومضيق هرمز ومضيق ملقا، اهمية مضيق هرمز بالدرجة الاساس نفطية، حيث يتدفق النفط ويمر منه، اما اهمية باب المندب فكبيرة جدا بل يمكن القول ان سببما عاشه اليمن من صراعات على مر التاريخ كان بسبب باب المندب, حيث كان مطمعا للأخرين,واليوم تعد القوات الدولية المتواجدة في باب المندب بحجة حماية خط الملاحة هي الاكبر عدداً، ويصنف اليمن على انه دولة بحرية حيث يملك شريطا ساحليا بطول 2200 كيلو متر يحيط به من الغرب والجنوب، وعلى امتداده موانئ وعشرات المدن الساحلية والجزر الحيوية في بحري العرب والاحمر، كل هذا جعل من اليمن مصدر اهتمام الصينيين,حيث ترغب بكين بموطئ قدم على هذا الممر المائي الهام, لنشاط تجاري وتأمين طرقالتجارة. كانت الخطوة الاولى للصينيين هي افتتاحهم لأول قاعدة عسكرية لها خارج الحدود واقيمت في جيبوتي، في الجهة المقابلة لباب المندب من جهة الغرب, وحسب تقارير غربية ان هدف الصين هي توسيع نفوذها في الشرق الاوسط، عبر مفتاح التجارة والمصالح المشتركة، فالهدف هو انتكون قوة عظمى في البحر الاحمر وبحر العرب والخليج العربي اضافة الى المحيط الهندي. وقد عملت الصينعلى اقامت علاقات متوازنة مع جميع الاطراف اليمنية الحكومة والمعارضة لأنها تدركان مصلحتها تتم عبر توازن العلاقات مع كل القوى الجغرافية داخل اليمن. ان اليمن مهمة جدا في خطة طريق الحرير الصينية لذلك دخلت بقوة كشريك تجاري في اليمن ومحيط اليمن وحصلت مجموعة اتفاقيات كبيرة منها ( اتفاقية توسعة وتعميق محطة الحاويات في ميناءعدن)، واتفاقية اخرى ( انشاء شركة نقل بحري خفيف ومتوسط بين اليمنوالصين)، فاليمن تقع ضمن مخطط الصين الذي طرح بعنوان (المشروع الكوني) والذي هو عبارة عنخطة صينية لأحياء طريق الحرير القديم بتكلفة ترليون دولار. علينا ان نجدمكان لنا في المشروع الكوني، كي نكسب ثمار المستقبل، والا وضع العراق على الرف.