تختلف أنواع الزهور ، باختلاف الأرض والشتلات التي تنبت فيها ، والمناخ الذي تتأثر به ، وطبعا كذلك تختلف في الشكل ودرجات الألوان ، كما لاتتشابه روائحها وعطورها ، ولكنها تتفق جميعا ونحن معها في كونها جميلة رائعة ذات الوان سحرية تشد الناظر ولو لم تكن ملكا له ! ولا أظن أن هناك من قال عن زهرة من هذه الزهور المختلفة إنها أقل جمالا أو إنها متوسطة الجمال فكلاهما ذات جمال بدبع وان اختلفت بساتين الزهور ، كحال آسرة آل الصغير التي تسكن مدينة لودر ، نعم قديكون هناك أختلاف في الافكار والآراء لكن جمال الارواح في فعل الخيرات والمعروف والاحسان واحدة ، فالجمال إما أن يكون أو لايكون !! ظل كثير من الناس ولازال في لودر وكل من زار مدرسة الصديق للبنات يفرك عينيه بين مصدق ومكذب حين بسمع ويرى من أن أسرة الصغير هي من وراء بقاء المدرسة من دون سور حتى هذه اللحظات ، ذلك الصرح التربوي الفريد في فن التعليم الذي أدهش كل موجه وزائر بفنه الطاغي في جمال المعرفة ، الذي يقوده الشيخ والاستاذ والانسان القدير احمد حسين الصغير ، لذا فالظروف المعقدة قد تدفع الإنسان إلى أن يقبل برغيف خبز متوسط الجودة لتحقيق فكرة الخبز ، كما قد يقبل أحيانا بمواقف نصف عادلة لتحقيق فكرة الحق ! فجغرافية المكان وطبيعته التضاريسية المزدحمة بالسكان وكثرة النازلين في تلك البقعة تحديدا ، لاتسمح إطلاقا ببقاء المدرسة من دون سور لإعتبارات عديدة وكثيرة ، كونها مدرسة بنات وبها كثافة طلابية غير عادية فضلا عن انها تحوي كادر نسائي خالص ، فهل تنقذ سلالة بيت آل الصغير هؤلاء المساكين الذين تمسكنوا غصبا عنهم في ذلك الدور التربوي ؟ وهم في أوج عزتهم ومجدهم وثقافتهم ليس ذلك فحسب ، بل سادة وملوك وقياصرة التعليم في لودر ، نأمل أن تطفي مكرمة آل الصغير اللهب المتصاعد في نفوس معلمات وطالبات مدرسة الصديق ولو بزهرة واحدة من حدائق الزهور الذي أنعم الله عليهم بها !! فكوامن النفس الخفية تبوح بسؤال تلو الأخر والفضول يدفعني إلى مزيد من البحث والتجوال لإيصال الرسالة إلى أسرة آل الصغير الفاضلة الأسرة العريقة المحافظة ذات الاخلاق العالية والاذواق الراقية لاهمس في آذانهم من بعيد فهم اغنياء عن التعريف في ذلك ، ولكن من باب التذكير فقد سبق لابائهم واجدادهم رحمة الله عليهم إلى يوم الدين أعمال المعروف والبر والإحسان بتوقيف معظم اراضيهم سبيل لله فيارب بكل حفنة تراب تروي بها قبورهم آمين آمين ...!! فماذا قدمتم أنتم ايها الابناء ؟ لتبقى سيركم عطرة فحاشا وكلا ومعاذ الله وبحق الزهور البديعة والأرواح العذبة التي تتمتعون بها ، فأنتم خلف ماضون على نهج أسلافكم الصالحة ، فالزهرة الجميلة التي نشاهدها اليوم في بستان آل الصغير هي نتاج لذلك الجذع المدفون في باطن الأرض الطيبة التي خلفها الآباء والاجداد !!