صدّعوا رؤوسنا بحديثهم المبتذل عن فضل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، بينما العيش في سبيل الله تعالى خير من الاستشهاد في سبيله سبحانه وتعالى. حتى أنهم أخذوا معنا بمندوحة طويلة؛ يشرحون فيها عظم منزلة الشهيد، بينما الذي عاش في سبيل ربه يوما خير، وأعظم منزلة ممن استشهد قبله باليوم الأول. المصيبة ليست هنا؛ المصيبة أنه في الوقت الذي يراق فيه دم الشهيد، هناك في الجانب الآخر المؤلم تسلب أسرته عيشها الكريم، ويسوء، ويضيق حالها مثل ما هو الحاصل اليوم تماماً. فلا الشهيد بلغ منزلة خير من منزلة الأحياء عند الله، ولا تهنت أسرته بالعيش الكريم بعد استشهاده. رحماك يا الله، حين تستغل دماء الشهداء، ويسترزق بها، وتمرر عبرها مصالح، ومشاريع عدوانية وكيدية، عدن اليوم كتب عليها وعلى أهلها جزاء سنمار والله المستعان.