لقد نبشت في داخلي مليون وجع يا شوقي ،لقد غرست أشواك الصرخات التي أطلقتها في جرح قلبي الذي كان سببه هذا الوطن ولم يلتئم حتى الآن. لقد أيقظت بداخلي كل القصص والأوجاع التي قتلتني ولازالت تقتلني حتى الآن ،جعلتني اتذكر صاحب الخضرة الذي كان مغلوبا على أمره قبل سنة تقريبا عندما قام أحد المسلحين بضربه وشتمه ولم يكتف بذلك فقط بل أحرقه بمصدر رزقه الوحيد وجعل تلك الخضار تتطاير من فوق رأسه . لقد أشعلت في داخلي يا _شوقي_ صيحات الشاب الذي كان يسوق باص في أحد شوارع تعز يبحث عن الركاب تحت حرارة الشمس ليأكل من عرق جبينه ،ولكنه لا يعلم بأن من يأكلون من ظهور الناس كثيرون. لقد جاء أحد المسلحين (متهبش وبلطجي وحقير) يصفعه بكل ما أتاه الله من قوة على خده الأيمن تحديدا بحجة أنه خالف السير ،وغير آبه بأنه المخالف الأول للدين والعرف والعادات والأخلاق وغيره.. يا _شوقي_ لم يكن عندي أدنى شك في النداء الذي أطلقته للجميع ولم أشكك فيما حكيته لنا عما تعرضت له من اعتداء وسب وشتم ، أتعلم لماذا يا _عزيزي_؟ لأننا في وطن لم يكتف بسلب حقوقنا فقط ،بل انهال علينا باللعنات التي أغرقتنا في دوامة الموت! لا بأس يا شوقي! سيطفئ الله لهيب قلبك وسيجفف دمعك ،سيجير الكسر الذي أحدثه المتعلم والمثقف والذي لابد أن يعكس العلم بأفضل صورة ، لم يكن العلم والفكر وحده كاف يا عزيزي ولم تكن القوة هي الصوت المسموع ، لم تكن الشهرة هي الأخلاق ولم تكن الفلسفة هي من تبرزنا ..لقد نسوا الأخلاق والحب والسلام ، لقد تمردوا على الإنسانية وجعلوا من أنفسهم وحوش يلتهمون بها أنفسهم قبل أي شخص آخر ،وقبل كل هذا لقد نسوا بأن الدين المعاملة وليس بكثر الصلوات والتسبيح والصدقات #شيماء_العريقي #أعلن_تضامني #كلنا_شوقي نعمان