عبدالله الشريف أتعلمون لماذا لدينا حقوق؟! فقط لنحلم بها .. أتمنى ألا تصابوا بكابوس الضحك .. فعندما أتحدث عني عندما أصبح رئيساً .. أنا فقط أمارس قسطي من ديموقراطية حرفي، لأنه لم يتبق لنا في هذا الوطن، سوى حرية مندثرة وحرفٌ ذابل. أمارسها .. لأن الحرية في الحرف فضيلة. ماذا لو أصبحت رئيساً ..؟!! سأنشىء للفقراء وطناً، وللمشردين سكناً، وللعاطلين عن العمل عملاً.. سأزرع البسمة في وجوه فاقديها.. سأكون وطناً لمن لا وطن له. سأزرع الأرض قمحاً، والقلوب حباً.. سألغي التفرقة والعنصرية، سأفتح حضني لشعبي، سأكون مناصراً للمظلومين ومصيراً للظالمين. ماذا لو أصبح الرئيس رئيساً ؟!! سيموت خوفاً من صلاحه، وباكياً من تعاسته وسوء حظه، سيموت لأن الطمع هو من يسيطر على جسده، سيموت لأنه متعودٌ على طبعٍ ساذج. سيموت لأنه عاش قواداً فكيف له أن يُصبح قائداً ؟!! سيموت .. لأنه لم يعرف نفسه عادلاً، لم يعرف نفسه مواطناً صالحاً، لم يعرف نفسه إنساناً، لم يعرف وطنه يوماً، لم يعرف الفقراء والمساكين ولم يَسرِ بسيرتهم. لم يعرف معاناة الأطفال في المدارس وهم يتلقون العلم في كهوفٍ غير صالحة للتعلم، لم يعلم ذلك .. لأنه لم يتعلم أصلاً. لم يعرف ما معنى أن تظل جائعاً لأيام، لأنه لم يجعْ. لم يعلم بأنك تموت من ألمك المزمن ألف مرة في اليوم، ولم تستطع شراء دوائك المقرر، لأنه لم يتألم يوماً. ماذا لو تواضع إذاً ؟! ماذا لو تواضع ونزل إلى مستوى شعبه، ماذا لو عرف حياتهم ومعاناتهم، ماذا لو أعطاهم حقوقهم المشروعة، هل سينقص من ملكه شيء ؟!! لا .. ولكن من عادة الحكام ظُلم شعوبهم عندما اُطالب بحقوقي .. أنا فقط أطلب من الله .. لا منكم سأُصبح رئيساً ذات يوم..!!