بعد اللغط الكثير الذي دار حول "أحلام البنات" أحدث الأغنيات المصورة للفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني، العائدة الى الساحة الفنية بعد غياب بسبب الحمل والولادة، كان لابد من التوقف عند الجدل الدائر، ومناقشتها في مضمونه، وإعطاءها الفرصة للرد على الإنتقادات التي طالتها. تمهيد لم ينجح في التخفيف من الصدمة كانت باسكال مشعلاني قد حاولت التمهيد للصدمة، بتصريحات صحفية في عدة مقابلات سبقت تصوير العمل، منوهة عن جرأته وإختلافه عن أعمالها السابقة، لكن هذا التمهيد لم يمنع الضجة المثارة حوله اليوم، والتي تعتقد باسكال بأنها لا تضر وغالباً تنفع من منطلق أن الدعاية السيئة هي دعاية جيدة في النهاية.
صورة جديدة ولكن... كان سؤالنا الأول لباسكال عن رأيها بإنطباعات الناس حول ما تضمنه الفيديو كليب من مشاهد جريئة بعيدة كل البعد عن شخصية باسكال الفنية التي تعود عليها الجمهور، فردت مدافعة عما قدمته، وقالت بأنها سعيدة بالأصداء التي وصلتها بعد الأيام الأولى لعرض العمل، فقد حقق نسبة مشاهدة عالية جداً عبر قناتها الرسمية على اليوتيوب، وكانت معظم التعليقات إيجابية، فالأغنية ككلام، ولحن، وتوزيع، حازت على أعجاب الناس، وأبدع فيها مروان خوري. أما بالنسبة للعمل المصور فقد أحب البعض طريقة الإخراج، والإضاءة، والألوان، والتغيير في المظهر الذي إعتمدته بتغيير لون شعرها إلى الأحمر، والبعض كان له رأي آخر تحترمه.
تأخر طرح العمل وإعادة مونتاجه لفت الإنتباه وأضافت باسكال بأنها لم تكن تتوقع هذا اللغط الدائر حالياً، وتعتقد بأنه عائد لأن طرح الكليب تأخر وتمت إعادة مونتاجه، فأثار إنتباه الناس الى أن هناك شيء ما يجري أثار حشريتهم لمعرفة التفاصيل.
وما زاد الأمور إشتعالاً أن المخرج رفض وضع إسمه على النسخة النهائية بعد التعديلات التي أجرتها باسكال على العمل والمشاهد التي قامت بحذفها وظهرت في نسخة نشرها المخرج تضمنت رؤيته الأصلية للعمل.
الصورة بعيدة عن المعنى! باسكال تعترف بأن العمل المصور لا علاقة له بمعنى الأغنية، وبعيد كل البعد عن الصورة التقليدية التي قد تتبادر الى ذهن المستمع. حيث كانت للمخرج رؤية مختلفة لماهية أحلام البنات، لكنها رؤية ربما لم تصل للمشاهد الذي تعود على الأفكار المباشرة.
مشاهد جدلية رغم المونتاج وحول المشاهد الثلاثة التي أثارت اللغط في النسخة المعدلة من العمل قالت، بأنها لا تدخن ولا تسمح بالتدخين في منزلها وإستغرق المخرج مدة 3 أشهر من المداولات لإقناعها برمزية التدخين لحالة الإحتراق الداخلي الذي تعيشه البطلة وهي تفكر بتعرضها للخيانة، وإشترطت وضع تنويه على العمل بأنه لا يشجع على التدخين لتقبل بإداء المشهد فيه، وقالت بأن السيجارة لم يكن عليها إشكال كبير لأنه دور تمثيلي بالنهاية.
أما المشهد الثاني الذي لم يفهم المشاهد مغزاه وشعر بأنه يحوي إيحاءات جنسية فكان مشهد باسكال والبطل كل منهما يركب حصاناً خشبياً ويمثل الحركة عليه بالتصوير البطيء (Slow Motion)، مبررة رؤية المخرج هنا بأن الفتيات في زمننا هذا لم يعدن ينتظرن فارس الأحلام ليأتي على فرس أبيض وإنما يذهبن إليه بخيالهن، وحول أسباب إستخدام حصان خشبي وليس حقيقي ردت: لأن المسألة تخيلية وليست واقعية.
وحول سبب وجود شخص شبه عاري يرقد بين ذراعيها مليء بالجروح قالت باسكال بأنها خففت كثيراً من اللقطات الدموية التي تضمنها هذا المشهد، فما يحصل حولنا في العالم العربي يكفينا، وأضافت هنا أراد المخرج أن يعبر عن الخيانة، والندم بأسلوب رمزي. ففي النهاية العمل كلوحة سيريالية كل سيفسرها بطريقته الخاصة. البعض لن يفهمها ولن يحبها، والبعض قد يحبها دون فهم، والبعض فهمها وأعجبته كثيراً، وهو الصراع التقليدي بين فكر الأجيال المختلفة.
نسختين إرضاءً للمخرج وبررت وجود نسختين للعمل بأنها أرادت أن تقدم نسخة مناسبة للعرض على جميع المحطات التلفزيونية لا تجرح المشاهد، والمخرج أراد أن يطرح العمل عبر اليوتيوب حسب رؤيته الخاصة وهو حقه وحق المشاهد ليعرف أسباب اللغط الدائر حول الأغنية.
مروان خوري لم يعلق بعد ورداً على سؤال لإيلاف فيما إذا كان الفنان مروان خوري مبدع الأغنية لحناً وكلاماً قد عبر لها عن موقفه من العمل المصور، نفت باسكال حدوث إتصال بينهما بعد عرض الأغنية المصورة، وقالت بأنها لا تعرف ما هو رأيه بها، لكنها بالتأكيد ستحرص على الإتصال به لسؤاله.
الجدل مطلوب والفن جنون وحول ما إذا كانت هي شخصياً مقتنعة بنسخة المخرج وإضطرت لعمل المونتاج إرضاء لرغبة المحطات والمحيطين بها فقط ردت بالقول: كانت لدي تحفظات على المشاهد التي تحدثنا عنها، وعندما وجدت أن المحيطين بي متفقين معي قررت التخفيف منها. وهذا كان شرطي على المخرج منذ البداية بأنني لن أتجاوز الخطوط الحمر ولن أعرض مشهداً لست مقتنعة به. وأكدت باسكال بأنها ستعاود العمل مع جو بو عيد مجدداً ولكن بشروط، كما بررت عدم وضعه لإسمه على النسخة النهائية لأنه غير مقتنع بالتغييرات التي أدخلت عليه، وبرأيها هذا خطأ فالعمل لايزال جميلاً، والجميع يعلم بانه مخرجه.
وختمت باسكال حديثها بالقول أن هذا الجدل ربما كان مطلوباً بعد غيابها لفترة طويلة بسبب الحمل والولادة. وتستدرك الجنون مطلوب في الفن أحياناً، وبعد مسيرة 20 عاماً بات التغيير ضرورة، لكسر الجمود، شرط ان لايكون هناك تطرف كبير في هذا التغيير، ودون أن يكسر صورة الفنان لدى جمهوره.