كم ينعشُ الذاكرةَ و الوجدانَ الجمعي هذا الحِراكُ المجتمعي الدائر في حضرموت الذي نشهده هذه الأيام و في كل عام و ذكرى و ازدادت وتيرته مع اعتاب احتفال الحضارم بيومهم الوطني بإحياء الذكرى السابعة للهبة الحضرمية التي سيقام مهرجانها الجماهيري،صبيحة الغد السبت:26/ديسمبر/2020م بمنطقة رأس حويرة،لتتجدد آمال و طموحات الحضارم،نحو الإنعتاق لاستعادة كيانهم المستقل-وبحده الأدنى إقليم حضرموت و بكامل صلاحياته-و الممثّل بهويتهم و قضيتهم الأصيلة و خصوصيتهم التي اتصفوا بها و يعرفها الإقليم و دول العالم على مدار التأريخ،بعد أن اختطفها عام 1967م بعض أبنائها الثائرين و المتأثرين بالمد القومي الذي شهدته بعض الدول العربية و قادته مصر،في أوائل خمسينات القرن الماضي.. و رغم الضم و الإلحاق القسري الذي تعرضت له حضرموت و عاشته على مدى ثلاثة و خمسين عاماً لم ولن ينسى أبناؤها قضيتهم الحضرمية المستحقة،بل عبّر عنها شعراء حضرموت المبدعين و ترجمته مساعي رجالاتها المخلصين العظام،سراً و علناً،رغم قساوة محاربتهم و سياسة تشتيتهم و خطة تصفية جيش البادية الحضرمي و بعض رموزها القبلية،إثر عقدهم أكبر تجمع قبلي،لتدارس سقوطها و تواصلت مساعيهم و صحوتهم ممثلةً برجالات العصبة الحضرمية و الرؤية و المسار التي استوعبتها و احتوتها و تغذيتها برؤى المكونات الحضرمية..رؤية و وثيقة مؤتمر حضرموت الجامع الذي أعلن تأسيسه و مخرجاته أواخر ابريل عام 2017م و هو المكوّن المجتمعي الجامع و الصادح بلسان الحضارم الذي تبناه و رعاه حلف حضرموت المولود من رحم تراكم تلك المعاناة و التهميش العام.. وحتى لانظل نحتفل بذكرى الهبة عاماً بعد آخر،دون ثمرة يانعة و منجز ملموس ينشده كل أبناء حضرموت؛لابد لقادة و نخب و مشايخ حضرموت تقييم التجربة و مستوى تنفيذ المخرجات بندوات علمية متخصصة،بكل المحاور و المفاصل الجوهرية،لتتوّج وتعلن ثمرتها بفعاليات إنعقاد المؤتمر العام القادم لمؤتمر حضرموت الجامع و ارساء مبدأ الشفافية و شراكة و تمثيل الشرائح الاجتماعية و مكونات مجتمع حضرموت و الاقرار بالعملية الانتخابية لاختيار الرئاسة و الهيئات التنفيذية،حفاظاً على وحدة و موقف الحضارم،تجاه الرياح العاتية التي تحيط بنا من كل الاتجاهات،وصولاً لتحقيق الغايات المشتركة التي تجمعنا و انجازاً للاستحقاقات و المطالب الآنية و المستقبلية التي ينشدها الجميع.. و أرى أننا لن ننجز ذلك إلا إذا تنازلنا لبعضنا و تجنبنا الإقصاء للآخر و سمونا عن مصالحنا الضيقة بسمو و رفعة مكانة حضرموت العزيزة و الغالية.. و بيت القصيد الذي ينشده كل الحضارم،كما استخلصته،من قراءات نخبة مجتمعنا(تنفيذ دورية الرئاسة و توسيع القدّي بحلف و جامع حضرموت)،لتسير قافلتها لبر الأمان و نهضتها المأمولة.. و الله يوفق و يهدي الجميع لسبيل الرشاد و يحفظ العباد و البلاد..