بعد فيض الدماء و نحيب الأمهات والآباء بفقد الدماء وترمل اليافعات وصراخ الايتام لاشك تضحيات جسام ،الظلم والاجحاف مورس بكل اشكاله ومسمياته على الجنوبيين في ثلاثة عقود من الزمن هذه الفترة ليست بسيطة في عمر الانسان قضاها مسلوب الإرادة وعانا خلالها كل الويلات والحرمان،وبطبيعة الحال اليوم ينظر هذا الشعب بعيون شاخصة وافئدة تروم الى ماستقدمه نخبه السياسية من اصلاحات على اوجه الحياة لمعالجة الجرح البالغ الذي احدثته النخب السابقة في الوسط الجنوبي جرى التعامل اللاإنساني وهمجية اعيت شعب تعود على قوانين تنظم حياته من امن واستقرار ومعيشة توازي دخله وحماية من سطوة التجار ومساواة في الحقوق والواجبات ،وتنافس شريف في ميادين العمل والانتاج واعطاء الاولوية للمبرزين استحقاقا بما يقدموه من خدمة جديرة بان تعطى لهم الثقة في القيادة من اول درجة في هرم السلطة الى اعلاه ،وفجئة تتغير كل هذه المفاهيم السمحة وتؤل مقاليد زمام القيادة الى حثالات مسيئة للقيم والمبادى في استخدام السلطة ويتحول الطالح الفاشل في دراسته وحياته اليومية الى مسؤول وحوالية حاشية من البلاطجة يهمشوا القوانين ويقضوا على الكوادر العفيفة ويجعلوا منهم تابعين لايحق لهم النقد للاخطاء ويشتروا ذمم البعض الا من رحم الله. الشعب الجنوبي اليوم بحاجة الى ثورة تساهم فيها كل شرائح المجتمع لاعادة الوجه الحقيقي للمجتمع الجنوبي ،تحت شعار القانون سيد الكل والرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الجهوية المناطقية والمحسوبية التي اثقلت كاهل المجتمع وحولت الوطن الى غابة تتنافس فيها الثعالب التي جعلت منهم السلطة الفاسدة وحوش ضارية بدعمها لهم واحاطتهم بحراسات واطقم ليمارسوا فسادهم من دون حسيب ولا رقيب ،ان الاوان لاجتثاث كل من استخدم السلطة لاغراض شخصية وولاآت خارج اطار المنظومة الجنوبية . اليوم يتطلع كل جنوبي لاعادة الامور الى نصابها واعادة كل القوانين الجنوبية والتي بها عرفنا الحياة الكريمة وتعلمنا منها معنى المواطنة وحب الوطن والانتماء ونبذ الفرقة والحقد وارسينا قواعد الالفة والتراحم والايثار على بعضنا وبذل النفس والمال في سبيل الكرامة والعزة والشموخ التي رسختها المناهج العلمية التي يشرف على تاليفها وطباعتها الاخيار لاهميتها في صنع جيل يدرك معنى الوجود والانتماء لاتغريه حفنة المال والمنصب ،المرحلة القادمة التي ننشدها لوطن جنوبي مزرهر متوج بنضة علمية وثقافية وعمرانية وزراعية وامنية وبناء جيش قوي ولائه لله والوطن كل ذلك لن ياتي الا باختيار رواد نهضة من الرجال الذين وقفوا في وجه الطغيان وصمدوا حتى يوم النصر ،أما المسكين العصا من الوسط والمتارجحين في قراراتهم ومنتظرين لمن تكون الغلبة حتى آخر لحظة من النصر الجنوبي في تعيينهم في المناصب خذلان لهذًا النصر خيانة لدم الشهيد ومعاناة الجريح ودموع الأرامل والأيتام واجحاف في حق المناضلين الاماجد في ساحات وميادين الشرف، تحية لابناء الجنوب اينما رابطوا وأعينهم ترنوا الى جنوب تحكمه القامة الأصيلة التي عانت معاناة المواطن البسيط في جوف الليل المظلم وحر النهار في الأيام العصيبة في ظل حكم الفاسدين.