وجع لا محدود، وحزنٌ عميق خلّفه رحيل المخرج السوري "حاتم علي" وسط الساحة الثقافية والدرامية السورية والعربية، إثر نوبة قلبية عن عمز ناهز 58 عاماً، بينما كان يُحضّر لمشروع درامي ضخم، عن الحرب العالمية الأولى. قضى "علي" حياته متنقلاً بين الفن والأدب، بين القصة والرواية؛ لكنه لم يحقق الشهرة في ذلك، بقدر ما حققها في الدراما، والتي استقر فيها يُقلّبُ صفحاتها، ويبتكر عناوينها بأسلوب إبداعي مختلف. لم يمارس الدراما باعتبارها بابًا للرزق، بل ليُشبع شغفه ويُغذي أفكاره، لم يدقق في التفاصيل، بل اجتهد باحثاً عن فرصة لإثبات قدراته. تخرّج "علي" من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق في منتصف الثمانينيات.. بدأ مسيرته الفنية بالتمثيل، ومن ثم توجه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينيات، وقدم عدداً كبيراً من الأفلام التلفزيونية، وفي مرحلة لاحقة قدم عدداً من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية. ويُعد المخرج "حاتم علي" من أكثر الأسماء العربية شهرةً في الدراما العربية، بما أنجزه من أعمال خلال العقدين الأخيرين، ك"الفصول الأربعة، الزير سالم، ثلاثية الأندلس، التغريبة الفلسطينية، الملك فاروق،الفاروق عمر". وقدم حاتم علي عددًا من المسلسلات في الدراما المصرية حيث بدأها ب"تحت الأرض" أولى بطولاته المطلقة في الدراما عام 2014، وغيرها من الأعمال. للمخرج السوري تاريخٌ ثريٌ وحافل بالإنجازات والأعمال الدرامية والفنون المسرحية، التي أنتجها بحب، وأظهر الثقافة العربية كما يجب أن تظهر.