نتساءل في البداية عن تحقيق اللجنة التي أعقبت جريمة معسكر الجلاء واغتيال العميد منير اليافعي إلى ماذا خلص التحقيق فيها؟ ومن فعلها على الحقيقة؟ وأين ذهبت اللجنة؟ وهل كانت محايدة؟ وماذا استفدنا من تحقيق اللجنة؟ وهل قيدت الجريمة ضد مجهول؟ وهل ستكون اللجنة المشكلة اليوم في جريمة المطار محايدة أم كلجنة تحقيق جريمة معسكر الجلاء؟ كل شيء جائز؟ والمتهم موجود؟. لا نريد أكثر من التحقيق المحايد لنعلم الحقيقة كما هي لا أكثر ولا أقل وأعتقد أن هذا ليس كثيرا أو كبيرا فما حصل في مطار عدن أكبر بكثير من إخفائه أو الهروب منه ولن يكون الهروب من التحقيق المحايد فيه حلا؟ وأي نتيجة عن طريق اللجان التي شكلت لن تكون قطعية وستكون محل شك عند كل من تابع تداعيات الجريمة المروعة؟ لأن الكل يعلم أن المستفيد منها عدة أطراف ولن يكون توجيه الاتهام قبل التحقيق المحايد إلى خارج حدود صراع قوى التحالف كقانون نهائي منطقيا أو مقنعا؟ ومع ذلك فالبعض منها أو من عناصرها وجه الاتهام للآخر وهذا يكشف حجم الخلاف بين تلك القوى على الرغم من الكلام عن تطبيق اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة وعودتها إلى عدن بتوافقهما بمعنى آخر تجد الحقيقة المطلقة في كل ما حصل هو استقبال الحكومة بالتفجيرات والمنفذ مجهول حتى الآن رغم الكلام عن وجود المتهم وتشكيل لجنة للتحقيق لكن نتائجها معلومة مسبقا عند من يتابع الأحداث؟!. صحيح هناك عدة جهات كما قلنا قد تستفيد من تلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين من الأبرياء لكن تبقى الحقيقة منوطة بالتحقيق المستقل والمحايد لمعرفة جهة التنفيذ التي أقدمت على مثل تلك الجريمة ودون ذلك فإن الدفع بالأمور نحو التهدئة من قبل بعض الأطراف في التحالف سيكون بنظر المراقب فقط من أجل إنجاح اتفاق الرياض؟ وسيكون مجرد هروب وتغطية لحجب الحقيقة أيٍّ كانت؟ لأننا نعلم أنه دون التحقيق المستقل ستتكرر الجرائم وسيذهب التشكيك نحو خلق بؤر وقوى جديدة للفوضى كما حدث عقب جريمة معسكر الجلاء؟. نعرف أن معرفة الحقيقة في وطني لا يحب سماعها البعض ويحاول حجبها بالقمع ونعرف أن الكثير يذهب أو يحب تجاوز بعض الأحداث لأنه يرى من وجهة نظره أن معرفة الحقيقة تعيد إنتاج الصراع أو هكذا يبرر البعض منهم ولهذا يفضل عدم الذهاب بعيدا في التساؤل عن سبب الأخطاء ومن استفاد منها أو تسبب بها؟ حتى وإن كانت دامية أو كارثية؟ وهذا إن دل فإنما يدل عن خلل في السلوك أو تسطيحٍ لبعض الحلول كمعرفة الحلول الحقيقة من العمق؟ وهو ما ظل يتكرر في تاريخنا السياسي الأسود المبني على إنكار الحقيقة والدعوة إلى النسيان!. ما حدث في مطار عدن لا يبشر بخير ومحاولة القفز من فوقه أخطر بكثير من تتبعه إلى النهاية وقد جربنا وعلمنا أن التاريخ الدامي يُنكش عند كل حادثة مشابهة مهما حاولنا معالجتها بالكلام عن التصالح والتسامح كما حدث ويحدث دائما وهذا الطرح لا يعني أن ما حدث في مطار عدن ليس المتسبب فيه طرف من خارج دائرة صراع قوى التحالف أبدا؟ لأن كل طرف قد يستفيد منه يظل متهما ودون التحقيق المحايد يظل موجود والتشكيك في نتائج التحقيق قائما فكل مستفيد من الجريمة متهم إلى أن يثبت العكس ولهذا نحذر من السبق والسلق السريع؟. د/ علي جارالله اليافعي