لم أكن أنوي قتلك البته،لكنك رجل تعشق الموت ، تستدره مني كما لو أنني أهبك الحياة ، أن تختارني معك يعني أن أمر موتك محتوم ، سواء معي أو لأجلي أو لأنني أعيش في وطن يفوح منه عبق الموت في كل شبر ، فما عليك سوى المجازفة . لقد كان لديك متسع من الوقت لترتشف الحياة عندما أخبرتك مرارا وتكرارا بأنك لن تنجو معي وأنني أشبهه بمسكنات ألم تؤدي إلى الإدمان ، لقد أخبرتك أيضا أن مدينتي ستغتال ابتسامتك المشرقة هذه وأنك ستحضني بيد واحدة ،أما عن الأخرى ستفقدها إثر لغم وأنت تفتش عن رزقك المجهول . لقد أخبرتك بأشياء كثيرة _يا حبيبي_ ، الأشياء التي كنت أخاف أن تنصدم بها لاحقا فمثلا أننا لن نزف بالأغاني والزغاريد بل بصوت الطلقات النارية وصراخ النساء ،وأننا لن نحصل على فرصة أخذ الصور في أفخم الأماكن بل سنأخذها في منزلنا المركوم في أحد أحياء المدينة وسنحتفظ بها كذكريات لنا معا لطفلنا الذي ربما لن يأتي... لقد أخبرتك أنك ستتعرض للسخرية أيضا وأنت تحمل الورد الأحمر تنتظرني هناك في أحد أركان الشارع وسيمر الكثير يقذفك بالكلمات البذيئة وأن الرجال الحقيقيين لا يحلمون سوى الأسلحة والذخائر . لقد أخبرتك أيضا بأنني فتاة لا تضع مساحيق التجميل وأن عيونها لا تتكحل سوى بالدموع وخدودها لا تتورد سوى من حرارة الشمس ،لقد حدثتك كم أنني فتاة لا يستدعي فمها أحمر الشفاه وأن حضنها هرع إليه مليون وجع قبلك . لقد أخبرتك بكل هذا في جملة واحدة عندما قلت لك: إنني من حق تعز... #شيماء_العريقي