السعي إلى أن المادة ضرورة، هي وسيلة بقاء و أمان أجتماعي و أمان من تقلبات الزمن، هي تساعدك على حماية نفسك من قسوة العالم و إستقواء البشر.. هي حماية من ذل الإحتياج.. هنا هي نعمة.. لأنها تصبح سندًا في عالم موحش. تتحول المادة لنقمة حين تصبح وسيلة لنمط حياة إستهلاكي يحولنا إلى عبيد إقتناء و شراء لمجرد التباهي الإجتماعي و يجعلنا في حالة إدمان لإستهلاك ما لا نحتاجه فعلا.. حينها لا يكفي مال العالم، و الرضاء يصبح وقتيا، و من ثم نبحث عن شيء جديد نستهلكه تمامًا مثل المدمن بعدما ينسحب من جسمه نشوة الجرعة التي تعاطاها. الفلسفة التقليلية " minimalism life " العيش في حدود الإحتياج، فلسفة لا علاقة لها بالمستوي المادي المتعثر فقط، هي فلسفة إرادية حتى إن توفرت لديك القدرة المادية، فلسفة تحررك من عبودية العالم الإستهلاكي و التباهي بأثمان أشياء لا تهمك سوى لثمنها.. أو الذهاب لأماكن مغلقة و الجلوس وسط بنايات أسمنتية لمجرد أن هذا المكان تتجمع فيه من يسمون أنفسهم النخبة. الفلسفة التقليلية: تساعدك على فهم أن الرضاء يتم إدراكه بالإستغناء لا سباق الإستهلاك. الفلسفة التقليلية: تجعلك غير منبهر بثمن غير عاقل لحقيبة أو حذاء.. الفلسفة التقليلية: تساعدك على فهم ما و من يهم فعلا في الحياة.. هي ليست زهد من الحياة، هي فقط لا تجعل إدمان الإستهلاك يؤثر على قيمة حياتنا. هذه وجهة نظر شخصية، غير مقصود أعتبارها حقيقة مطلقة ولا حتى أعتبارها طريقة مثالية ولا أعتبارها تقية ولا زهد. و غير مقصود منها فرض وصاية على طريقة إنفاق الآخرين و التي هي حريتهم . هي مجرد وجهة نظر عن تجربة شخصية في التحرر من إستهلاك الأشياء و من الأشياء التي استهلكتنا.