هذا هو العنوان الذي قاله ووصف به الإرهابيين المستشار النمساوي "سيباستيان كورتس" في نوفمبر من العام الماضي ، والذي كان اثر هجوم إرهابي تبنته داعش في أوروبا راح ضحيته العديد مِن الأبرياء ، وقد أكد المستشار : ان هذا ليس صراعاً بين المسيحيين والمسلمين ، أو بين النمساويين والمهاجرين الذين احتضنتهم النمسا وعدد كبير من الدول الأوربية. - بل ان هذا الصراع هو صراع بين الكثيرين الذين يؤمنون بالسلام وبين قلة لا تؤمن به .. وهو ما تحمله تلك الجماعات المتطرفة من إبادة للحياة وعدم اكتراثها بحق الإنسان للحياة ، حينها اتخذت النمسا والعديد من الدول الأوروبية العديد من الإحترازات التي تهذف لتقييد حركة المتشددين الذين يدعون بالإسلام ، والإسلام منهم برآء .. الإسلام هو دين المعاملة والرحمة والتعايش والإنسانية.
- وسأتحدث هنا بإيجاز عن مدينة "عدن" التي كانت من أوائل المدن في الجزيرة العربية في التعايش السلمي وإبراز الوجه الحقيقي للدين الإسلامي السمح والمعتدل ، والذي ينادي بالتعايش مع كل الأديان والمعتقدات ، وكانت عدن نموذجاً فريداً ، حيث احتضنت هذه المدينة كنائس مسيحية ومعابد يهودية ومزارات هندوسية ، والتي ما زالت معالمها في المدينة حاضرة حتى اليوم.
- عدن جوهرة الجزيرة العربية ، التي بعد استقلالها من بريطانيا وتم تسليم الحكم لأبنائها .. مع الاسف لم ترى النور منذ الاستقلال ، بل خف بريقها وميناءها الذي كان لا يهدأ من أصوات صفير البواخر التي ترسوا فيه قادمة من كل بلدان العالم ، ولكن اسواء ما في الأمر ما حدث ويحدث حالياً في هذه المدينة ، وهو غياب تلك القدرة التي تربعت عليها عدن لقرون من الزمن ، وهو ما يشير إلى ان حرباً يجب ان تدار ما بين التحضر والهمجية ، والبحث عن المتسببين في هذا الدمار الذي لم تستطيع المدينة ومدن الجنوب الخروج منه.بل واليمن بشكل عام
- لم يستوعب القيمون على أهمية المحافظة على إرث تزخر به المدينة وتطويره نحو الأفضل ومنافسة مدن العالم ، ولا زالت جوهرة الجزيرة وأقدم مدنها المتحضرة في صراع مرير وتغييب دورها ومكانتها ومركزها العالمي.