جرب أن تذهب مرة لمجموعة من النساء و تستمع لمشاكلهن؛ ستجد أن أغلبها وسر تعاستها الرجل بشكل رئيس ، ستخبرك إحداهن أن زوجها يخونها وتلك أنها لا تجد قوت يومها هي وأولادها بسبب أن زوجها عديم المسؤولية ،ستخبرك أخرى أيضا أنها تزوجت ولكنها لم تشعر بحنان الزوج بعد مفارقته لها في الشهور الأولى من الزواج ،ليس هذا فحسب يا _عزيزي_ وليس الزوج وحده من تنزل عليه النساء بالويلات ،ستجد الكثير منهن يتحدثن عن سوء معاملة الإخوة وضرب الآباء لهن بشكل همجي لأتفه الأسباب ،كأن لا تسارع بتجهيز الطعام بالشكل المطلوب أو مخالفة شيء بسيط من قائمة القوانين الظالمة المدونة على جدران المنزل. تعال للصنف الآخر وهو الصنف الذكوري ،جرب أيضا أن تأخذ عددا من الرجال وتستمع لمشاكلهم ومعاناتهم...ستجدهم يستهلون المشاكل بكلمة زوجتي أو ما شابه من المفردات التي ستبين لك أن سبب المشاكل التي يمر بها هو الأنثى . سيقول لك البعض بأن زوجته تقصر بواجباتها نحوه وأنها لا تقدر الظروف ودائما ما ترهق كاهله بقائمة الطلبات التي لا يستطيع توفيرها ، هناك أيضا من يتذمر كثيرا بسبب أن زوجته لا تنجب وأنه يفكر في الزواج بأخرى ، ستجد من يشكي بأن والدته تفضل إخوته عليه. إننا نقف أمام مشهد غريب وفكاهي في نفس الوقت ،حتى أنني في يوم من الأيام خضت نقاشا مع زميل مقرب وباغتنا بعضنا بسؤال تعلوه نبرات الاستغراب والضحك وقتذاك..." كل هذا الكم من الشكوى من الطرفين وكل طرف يحمل الآخر المشكلة ،إذن من المتضرر الحقيقي ومن يسبب الضرر ؟! إن كان الطرفان هما سبب كل المشاكل هذه ،إذن من سيهلق الحل ؟! في الحقيقة إنني لا أحمل أي طرف السبب ، وما يحدث شيء طبيعي ، بل من الغريب ألا يحدث! ليس الرجل جانيا ولا المرأة ضحية والعكس ليس صحيحا أيضا... ما نفتقر إليه جميعا من نساء ورجال هو قلة الوعي فقط ، ينقص الجنسان أن يدرك كل منهما كيفية التعامل مع بعضهما ، ينقصها التوجيه والإرشاد وليعلما أن الحياة لم تأت على طبق من ذهب وأن علينا أن نفهمها أكثر لا أن نجلد ذواتنا أبدا..يجب علينا أن ندرك بأن السعادة ليست إلا لونا واحدا من ألوان الحياة المختلفة.. #شيماء_العريقي