أيقظني صرير الباب، دلفت إلى الغرفة ،غرقت في ظلامها الدامس أشعلت شمعة وتركت أربع شموع على المنضدة نظرت إلى صورة معلقة على الحائط؛ هي بجواره يتأبط ذراعها وينظر إليها مبتسماً وهي في فستانها الأبيض كالأميرة مسحتها بأناملها ثم أجهشت بالبكاء . على المشجب مازال معطفه معلقا نفضت عنه الغبار، احتضنته وغسلته بدموعها منذ غادرت هذه الغرفة برفقته لم تنظر إلي أبدا نسيت حتى ملامحها كانت تقف ساعات تسرح شعرها الفاحم وتدور حول نفسها وهي ترتدي فستانها الأسود القصير يمازحها تنظرين إلى المرآة أكثر من نظرك في وجهي ضحكت: -"أتغار منها ؟!" -" نعم -"انظر ألست جميلة ؟! -" اسألي مرآتك!. - " مرآتي تقول أنني أجمل فتاة. -" لكنك سمراء" تزمّ شفتيها غاضبة يلفها بذراعيه -" سمراء وأنا مجنونك." تتعالى ضحكاتهم سمعت أزيز صدرها ورأيت يداها ترتفع إلى عينيها هبت نسمة باردة فحركت ستارة النافذة كان القمر متسقا في كبد السماء. هرعت إلى النافذة وأغلقتها "لاتبزع أيها القمر لا استطيع النظر إليك بمفردي، لا أريد نورك يصل إلي أنا عتمة لا أريد ضوءاً نجمة شاردة تلاشى وميضها خمس سنوات أيها القمر تطحنني رحى الانتظار ؛ اشتاق لصوته لكي يعيد لي توازني " تهادت وهي تهمهم بكلام بالكاد يسمع ألتحفت بردائها وقرفصت ذابت الشمعة من حرارة زفراتها. طلع الشفق وهي على حالها هل غفت؟ كيف تغفو واأكتافها تهتز فزّت حين ومض هاتفها ثم رمت به تمتمت: ليته هو ليتني لم أسأله ذلك اليوم أين هو؟! أين أرضه؟ أي سماء يلتحف! انقطع صوته، أحدهم انتزع الهاتف منه وسمعت أصوات سلاسل. لم يسألني مابال صوتي مبحوح. لم أخبره أني أسقط أرضا وفقد وعيي لساعات كان الشجن والحنين في نبرات صوته.. غطت شعرها المنسدل على كتفيها وحاذتني استرقت النظر إليها وجه شاحب وطرف مخضل وتحت عينيها هالة داكنة من الأسى أغلقت الباب وغرقت في الظلام مرة آخرى. أوسان العامري