التلكؤ والتباطؤ في استكمال ما بقي من بنود اتفاق الرياض ،بين المجلس الانتقالي وماتسمى على الجواز شرعية،أمر مخيّب للآمال وغير ملبي للطموحات،وقد جعلنا في الحقيقة نشعر بالامتعاض من اتفاق الرياض،الذي جاءسبهللا بلا ضوابط محددة،ولا معايير ملزمة وغير مقيد بفترة زمنية معينةكما هو الحال في مثل هذه المسائل، ويظهرأنه قدوضِع على هذاالنحو لتنويم ومخاتلةالمجلس الانتقالي للإيقاع به والاجهاز عليه،بعد أن يكون قد فقد قاعدته الجماهيرية كحامل سياسي وأساسي للقضية الجنوبية. إلى جانب هذا هناك ابعاد أخرى وأهداف لاترى بالعين المجردةولا يمكن ادراكها بالحواس الخمس كونها مضمرة،تتم بتناغم بين ما تسمى بالشرعيةوجهات أخرى ، تجري على قدمٍ وساق من أجل تقاسم وتبادل منافع ومصالح في الجنوب،هي إلى جانب ماسلف ذكره،من تقف وراء المماطلةوكذا التأخيرفي تنفيذالاتفاق كماينبغي منذ التوقيع على الاتفاق،وتشكيل حكومة المناصفة ومن ثم مجيئها إلى عدن،ماذا تغيّرفي أمرالبلدوما الذي أُنجز فيه؟!! غير ما وقر في صدور الجنوبيين من أحاسيس الحزن والفزع،وماعلِق من مشاعر الألم والغم والجزع خلف ضلوع أمهات وأولاد وأقارب شهداء من سقطوا في المطار أثناء وصول طائرة هذه الحكومة،أما غيرذلك فلم يحصل شئ يذكر،فالأموركما هي تسير من سئ إلى أسوأ،ومن قبيح إلى أقبح،فسياسة التجويع مازالت تمارس على المواطن في الجنوب،وامتهان كرامته عبرقطع الراتب وهو أوجع سلاح التجويع أمامسألةتردي الخدمات في عدن وغيرها من مدن الجنوب،فحدث ولا حرج فهي تسير على النسق نفسه،لاماءولاكهرباءولاغازالشعب جاع والتعليم ضاع،وخيرة شباب الجنوب يلتهمهم الساحل الغربي، فلم يمر أسبوع أويمضي شهرإلا ويصل قرى ومدن الجنوب فوج يتبعه أخربين شهيدوجريح منهم وكل ذلك بسبب سياسة التجويع والإفقار. كل تلك الممارسات الشنيعةبحق الجنوبيين،وثروات وطنهم يتم تجريفها والعبث بهامن قبل أرباب الفهلوة وتجارالحروب وكأنهاملك أيمانهم،لاينازعهم عليها منازع ولا يقدر عليهم أحد . لقد بات من الضروري على ساسة وقادة الجنوب اعادةتقييم الواقع الراهن ،واتخاذ مواقف ضاغطة بإيقاد المراجل وتفعيل النشاط الثوري المكثف،فالاعتماد على الكلام المعسّل عبر تغريدات طير تويتر الأزق لا يأتي بالعسل وغير مجدٍ ولن يجلب منفعةً،فقدأصاب المواطن الغلبان ضرر وعوز وفقر وتمكنت منه كل عوامل الحرمان والبؤس والشقاء،وبانت ملامح القهر والقنوط واليأس واضحةً على قسماته،فغدا من المهم على الجميع تغيير هذا الوضع المزري بالانتقال من الأقوال إلى الافعال