هذا الوضع المتأزم، حالة الانهيار الذي نعانيه في كل جوانب الحياة، الخراب، الحروب، الواقع الذي لم يترك فينا ذرة من الأمل من أنه سيستتب يوما ما،،، يحتاج شيئا واحدا فقط. أن ترتبط بالفتاة التي تحبها، وتنجب منها طفلا كل عام.
لنفرض انك ستعيش معها بعد فض بكارتها ثلاثين عاما، هذا يعني أنك ستنجب منها ثلاثين طفلا، وذاك رقما قادرا على أن يلهيك من التفكير بوضعك المتأزم، حتى ربما لا تعلم أنك كنت تعيش مثل هكذا وضعا معقدا إلا حال نطق الشهادتين!.
الفتاة الملائمة لمساحة صدرك عرضا، التي تقف على أطراف أصابع قدميها لتتساوى معك طولا، من تطوي ذراعيك على خصرها مرتين لنحافته سمكا،، تروي عاطفتك بما لا يدع مجالا للتيه في دروب الهوى.. هذا أولا. ثم الاطفال يتتابعون عليك طفلا بعد آخر، تجد نفسك مشغولا بهم وأعدادهم تتزايد عاما بعد آخر...
كبيرهم يتقدم لامتحان قبول جامعي.. تقول لك أمه بعد أن أفرغت حمولتك من الحيوانات المنوية في أحشائها لإنجاب الطفل الرابع والعشرين،، _ هل كلمك أحمد؟ _ نعم قال إنه يحتاج نقودا لأحد المسؤولين في الجامعة حتى يضمن إسمه ضمن قائمة المقبولين. لقد أطعته وأرسلت له مبلغا ضخما هذا الصباح.. آه يا احمد.. لم أشك يوما في أنه طالبا ذكيا، كنت أظنه سيجتاز الوضع وسيصل لمستقبله بجهده. لكني أعذره الوضع مترديا والفساد مستشري و..... _تقاطعك أمه: لم أقصد هذا الموضوع يارجل.. أقصد هل أخبرك عن الفتاة؟ _أي فتاة؟ _ زميلته في الثانوية سلوى، يحبها منذ زمن، وقد صارحها بذلك، أخبرني البارحة أن لو تزوجه بها، حتى يواصلا دراستهما الجامعية معا، هي ذكية وجميلة أيضا. _تفكر مليا في الأمر ...... وإذا بإبنك التاسع يستيقظ من نومه، ويقول لك بصوتا مخلوطا ببحة بعد أن يرتمي على صدرك.. أريد دراجة هوائية يا ابي. _ ودراجتك التي معك؟ _ إنها قديمة، وكما تعلم أني إحتفلت بعيد ميلادي الخامس قبل يومين.. وهذا يعني اني أريد دراجة بحجما يناسب جسمي.. لقد كبرت يا أبي!. _ سأشتريها غدا إن شاء الله.. عد الى فراشك الآن. يعود الطفل لمكانه.. ينام،، يهدأ الجو نوعا ما. تشعر بأن عيناك ممتلئتان بالنوم، لكنك بحاجة للتفكير قليلا في وسيلة تجلب بها تكاليف فرحة العمر لإبنك البكر... تلمحك حبيبتك مشغول البال.. تسألك: ما بالك لاتنام، ما الذي تفكر به؟ _ أفكر في أن أتزوج الثانية. أشعر بأنه مازال ينقصني طفلا آخر يحفظني من أن أتوه وأشرد بذهني مرة أخرى في وقت أنا أحوج ما اكون فيه للنوم.
"ملاحظة" هذا الشرط يسقط عن الكسولين، الذين لا يحبون المغامرة ولا يملكون القدرة على إعالة أبنائهم بالشكل المطلوب. أن تنجب أطفالا.. يجب أن تثبت جدارتك في إعالتهم، والا فلا تتزوج من الأصل، لأنك لست مؤهلا لمثل هكذا أمور، فكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعيل.