يقال بأن (الحب أعمى) ولا يضع حساباً لفوارق السن أو المستوى الاجتماعي والمادي .. مقولة نجدها الى حد ما صحيحة بالنسبة لمن خاضوا مغامرة الزواج بفتيات يكبرنهم سناً بدافع الحب والتعلق الروحي النابع من صميم الوجدان، ومضى بهم الانسجام قدماً في قطار اكمال مسيرة الزواج، ولكن في المقابل هناك من الشواهد الحية على أرض الواقع ما يجعل البعض يبدو متخوفاً من المجازفة في الارتباط بشريك حياة أصغر خصوصاً من جانب النساء الطرف الأضعف في علاقة الزواج المحكومة بدوافع المصالح والنزوات العابرة .. المستقلة استطلعت ما تكتنفه الحكاية خلف أستار المخفي من تفاصيل تجارب بعض النواعم اللواتي عشن حقيقة وجع الارتباط بأزواج أصغر منهن سناً واستجلت منهن التالي من الآراء والاعترافات .. تحقيق/ رندا العامري اعتبروها ورطة واعتبرنها ودَّافة معجب وليس محباً شروق 33 عاماً لم يستمر زواجها سوى عامين ونصف فقد تزوجت قبل أربع سنوات شاباً يصغرها بخمس سنوات تعرفت عليه عندما كانت تعمل في شركة خاصة وهو كان يعمل مندوباً في نفس الشركة ولم تفكر أن العمر سيكون سبباً في تعاستها حيث قالت: بعد زواجنا بأشهر شعرت أني خطأت وأدركت فداحة المصيبة التي وقعت فيها فقد استعجلت بالموافقة على هذا الزواج خصوصاً بعد أن أخبرني أنه تزوجني لأنه كان معجباً بجسمي وصارحني أنه لا شيء لدي جذاب سوى جسمي فعرفت أنه تزوجني لشهوة وليس عن حب وكنا عندما نختلف يقول لي: أيش من عيشة معك لا وجه ولا عقل وفوق هذا عجوز بعمر جدتي ولقبني بعدة ألقاب فمرة يناديني بقنبلة ومرة دبابة ومرة وايت هكذا.. وقد حاولت أن أصبر وأتحمل لعله يعقل خصوصاً بعد أن حملت وأنجبت منه ولد ولكن دون فائدة وقبل الطلاق قال لي بصريح العبارة أنه شبع مني ومن جسمي وكانت النهاية كما فهمت أنه لم يتزوجني إلا لإشباع رغبته الجنسية وعندما أشبع هذه الرغبة فكر أن يتزوج امرأة أخرى أصغر منه عمراً فطلقني.. ولهذا فأنا أنصح أي فتاة يتقدم لها شاب أصغر منها أن تفكر مليون مرة بهذا الزواج خصوصاً إذا كان الفارق في العمر كبيراً والأفضل لها أن تبقى عانس لأن هذا الزوج عندما يشبع غرائزه بالتأكيد سيرمي بها كالكلبة إلى الشارع وسوف يذهب ليتزوج بنت صغيرة ليعيش معها بقية حياته. المرأة تشيب قبل الرجل سارة. ص موظفة بشركة خاصة قالت: كل ما يهمني في الزوج عقله ومستوى تفكيره ونظرته للحياة ولا يهمني عمره أو حسبه ونسبه وفي كل الظروف ليس هناك ما يمنع زواجي من شخص أصغر مني المهم ألا يكون عقله صغيراً. متعة لا تدوم منيرة صالح 22 عاماً : نظرة المجتمع لا ترحم والقيل والقال يكثر عندما تتزوج المرأة رجلاً أصغر منها وفي هذه الحالة تزداد نسبة احتمال زواج الزوج من امرأة ثانية أصغر منه ليعوض زواجه الأول ولهذا فالأفضل من البداية أن لا توافق البنت على زواج من هذا النوع مهما كانت الظروف والمبررات. المعايرة بفارق السن سحر تحدثت عن هذا الموضوع قائلة: إذا كان الفارق بسيطاً فهذا يصب في صالح الزوج لأن المرأة كلما تقدم بها العمر تكون أكثر نضوجاً عقلياً ونفسياً أما إذا كان الفارق كبيراً كعشر سنوات وأكثر فهذا يكون بابا للمشاكل حيث يستغل الزوج هذا الفرق في السن ويصبح يعيرها بعمرها وكلما حدثت مشكلة بينهما يعزو أسباب هذه المشكلة لكبر عمر الزوجة. مافيش مشكلة مرام العبسي 33 سنة ضحكت عندما سألناها عن الموضوع خصوصاً بعد معرفتنا أنها متزوجة شاباً يصغرها بعامين حيث قالت: زوجي في الأول تقدم لخطبة شقيقتي التي تصغرني بثلاث سنوات إلا أن شقيقتي كانت تحب ابن عمها وترغب بالزواج منه فرفضته، وبعد عدة أشهر تفاجأنا به يتقدم لخطبتي رغم أني أكبر منه ولكنه أصر ولأن هذا الشاب ليس فيه شيء معيب ومن أسرة محترمة فكرنا جيداً أنا وأسرتي وأبلغناه من البداية أن عمري أكبر منه لكنه قال بكل صراحة أنه لا يفكر بالعمر وأنه راغب بالزواج مني فحدث المقدر لنا وتزوجنا ونعيش الآن بسعادة بدون أي مشاكل. سمن على عسل نائلة 27 سنة تزوجت شقيق صديقتها وتكبره بعام ونصف وعن قصة زواجها تحدثت قائلة: الزواج أساسه القلوب والعقول وليس الأعمار.. وأنا مازلت أتذكر أول لقاء لي بزوجي وحبيب عمري أتذكر طلته الأولى وارتباكه ولون الباب الذي ظهر من خلفه وكيف وقف وكيف كانت نظرته لي وكيف شعرت في تلك اللحظة أنه سكن قلبي" فاللقاء الأول كان في منزله بحكم أنني كنت صديقة شقيقته وكنا في داخل غرفتها وفجأة ظهر علينا ولم يكن يعرف أننا موجودون عند شقيقته فنظر إلينا نظرة خاطفة، ومشى وبعد تلك النظرة الخاطفة من خلف الباب طلب من أسرته عاجلاً أن يخطبوني من أسرتي وحدث النصيب ولا يوجد أي أثر لفارق العمر بيني وبينه وقد مرت إلى الآن ثلاث سنوات ونحن سمن على عسل. سهل لي التفاهم معه أم فاروق متزوجة منذ عشر سنوات برجل يصغرها بثلاث سنوات وتقول متحدثة: لقد كان الفارق في العمر ميزة لي في التفاهم مع زوجي.. صحيح أني كنت متخوفة في بداية الزواج.. وبصراحة كنت أخفي هذا عن صديقاتي وكأنه عيب أو عار وكنت أخبرهن بأن زوجي بنفس عمري إلا أنه مع مرور السنوات وإنجاب الأطفال لم أعد أخفي هذا الأمر وكما قلت لك فقد ساعدني كبر سني قليلاً في التحكم بسير الخلافات إن حدثت بيني وبين زوجي وحلها بهدوء وعقل بحيث لا أجعلها تتفاقم أبداً. المرأة .. تشيب قبل الرجل عبير 25 سنة خريجة محاسبة قالت: بالنسبة لي أفضل الارتباط بزوج أكبر مني لأنه إذا كان أصغر فهذا يعني أنه لن يتحمل المسئولية كما أن ملامح الكبر والشيخوخة تظهر على المرأة أسرع من الرجل ولهذا الأفضل أن تكون الفتاة أصغر في العمر عند الزواج بما لا يقل عن خمس سنوات. سيناديني (ياعجوز) سناء. س 21 سنة قالت: مستحيل أتزوج شخصاً أصغر مني في العمر لأني أريد زوجاً وليس ابناً فالابن سيأتي من الزوج.. وبكل وضوح أقول أريد زوجاً يدلعني ويحن عليَّ وهذا لن يحصل إلا إذا كان أكبر مني أما إذا كان العكس فسيصير يناديني يا عجوز وهذا ما لن أقبله على نفسي. مثالية الرسول وخديجة إيمان 22 سنة تحدثت عن رأيها قائلة: إذا كان هناك حب وتفاهم ووقع الحب في القلوب فلن تقف أمامه أي قوة لا فارق السن ولا غيره والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بخمس عشرة سنة ولم يتزوج عليها في حياتها وحزن كثيراً لموتها رغم أنها كانت قد تعدت الستين من عمرها وهي أيضاً بادلته نفس الحب ورفضت كل وجهاء قريش وقبلت به زوجاً رغم صغر سنه بل هي من طلبت الزواج منه. ضالة العوانس رنا. ق متزوجة قالت: هذا النوع من الزواج لا ترضى به إلا فتاة فاتها القطار فتوافق وهي طائرة من الفرحة على أول عريس يدق عليها الباب على اعتبار أن شيء أفضل من لا شيء فهي في الأول والأخير تريد أن تتذوق طعم الزواج ولذة الحياة في كنف رجل.. وفي نفسها تقول إن سبرت زواجة فالحمد لله وإذا لم تسبر سأعود كما كنت ولن أخسر شيئاً. الزواج من أجل الصرفة رويدا 26 سنة موظفة جديدة في شركة خاصة قالت عن رأيها في زواج من يصغرها سناً: سأقبل إذا كان عنده القدرة على تحمل المسؤولية أما إذا كان صايعاً وجاء يتزوجني فقط كي أقوم بالصرفة عليه فهذا مرفوض عندي ولست مستعجلة والأفضل أن يكون الزواج قائماً على التوازن في الأعمار والمستوى الثقافي والنضج الفكري كما يفضل أن يكون الزوجان من بيئة ومجتمع واحد حتى لا يحتاجا إلى وقت طويل لفهم بعضها. كل يوم عروسة نهود. ف تحدثت بدورها فقالت: هذا الكلام يرجع للمرأة نفسها فإذا استطاعت مثلاً أن تجعل من نفسها كل يوم صبية فإن الزوج لن يفكر في فارق العمر والمرأة بابتسامتها ولين طرفها وتلوين جمالها وملابسها واهتمامها بمنزلها تستطيع أن تصبح حمامة تشبع قلب زوجها بالهديل فلا يفكر بالاستغناء عنها حتى وإن تجاوز عمرها الخمسين بينما هناك من النساء من يكون عمرها 25 وتظنها بالأربعين، بينما هناك نساء في الاربعين لكنها لا تظهر امام زوجها الاّ عروسة وكل يوم يحس أنه يراها لأول مرة. من عانس إلى مطلقة بطفلين ل. 40 سنة وكيلة مدرسة في أمانة العاصمة قالت: من خلال تجربتي اعتقد أن هذا النوع من الزواج يكون مصيره الفشل وأنا تزوجت مرة واحدة في حياتي بشاب يصغرني بثماني أو عشر سنوات تقريباً..هذا الشاب كان يعمل في محل تجاري وكنت دائماً أمر لأشتري حاجاتي من هذا المحل ومن خلال ترددي على المحل كان يدور بيننا حديث عادي في بادئ الأمر وعرف أني موظفة وعازبة وكبيرة بالعمر وكان لطيفاً جداً في تعامله معي وفي إحدى المرات طلب رقم هاتفي بحجة أنه يريد تسجيل قريبته في المدرسة فأعطيته الرقم كي يتصل بي إذا احتاج شيئاً لهذا الغرض ولكني تفاجأت به يتصل لي ويحاورني في مسألة الزواج مستفسراً هل سأقبل الزواج بشاب أصغر مني فقلت له هذا يعتمد على شخصية الشاب إذا اقتنعت به فليس مهم العمر وقبل أن ينهي المكالمة قال إنه لا ينام ومتعلق بي ويريدني زوجة له فقلت له فكر بالأمر جيداً بعقلك وليس بعواطفك فأنا قد أكون بعمر أمك.. وبعد لحظات حاول الاتصال مرة أخرى فلم أجيبه وفي اليوم الثاني كرر الاتصال وقال إنه فكر ملياً فقلت له أنا أيضاً سأفكر وفعلاً بدأت أتشاور مع زميلاتي وأقربائي وكلهم قالوا تأكدي من أخلاقه فتأكدت قدر استطاعتي وأعطيته الموافقة ومرت الشهور الأولى بسلام يذهب كل منا لعمله ونلتقي في المساء وحملت منه مباشرة بعد الزفاف وقبل ولادتي كنت أرى منه نفوراً واضحاً نحوي فتحملت واستمر زواجنا ثلاث سنوات ونصف أنجبت خلالها طفلين بعدها ترك العاصمة وأتصل بي قائلاً أنه لا يستطيع أن يضيع مستقبله معي فقلت له أرسل لي بورقة الطلاق فلم يتردد والمشكلة هنا ليست في التجربة وإنما فيما بعد التجربة فبعض الناس ينظرون للمطلقة بأنها داشرة.
