- افتكار القاضي .. غالباً ما يفضّل الشباب المقبلون على الزواج الارتباط بفتيات أصغر منهم سناً، أو في أعمارهم؛ لكن اللافت أن هناك شباناً يرفضون الارتباط بفتيات أصغر منهم سناً، ويفضّلون الزواج بنساء كبيرات في السن حتى لو كان الفارق عقداً، والأغرب أن تكون مطلقة ولديها صبيان وبنات. وعلى الرغم من أن الشرع لا يمنع زواج الرجل بمن هي أكبر منه سناً، إلا أنه يكون عرضة للألسن، والقيل والقال، كما يواجه باحتجاج صارخ من الأهل. ويروي معاذ أحمد، تجربة حبه لابنة عمه، الأكبر منه والتي انتهت بالزواج، يقول: «تعلقت بابنة عمي التي تكبرني بسبع سنوات منذ صغري، وكنت كثير المقام في بيت عمي القريب من منزلنا، وكان هذا التعلق والحب يزداد بمرور السنوات، وعندما أصبحت شاباً لم أعد أراها بحكم العادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا، وإنما كنت أختلس النظرات إليها اختلاساً، ووقفت حائلاً أمام من أرادوا الارتباط بها دون علم أهلي الذين كانوا يعتقدون بأنها ستتزوج من أحد أقارب والدتها، وكان الخوف والقلق ينتابني باستمرار، ولم أستطع التحمل أكثر من ذلك، ففجرت قنبلة دوّت في أرجاء منزلنا، عندما أعلنت رغبتي الارتباط بها، فخيّم الذهول على المكان، ولم يصدق والدي ما قلته، وكذلك والدتي، خصوصاً أن لي إخوة يكبرونني سناً ولم يتزوجوا بعد، كما أنها تكبرني كثيراً في السن. ورغم المحاولات الكثيرة لإثنائي عن رغبتي وخوفهم من نتائج هذا الزواج وتبعاته، إلا أن إصراري على موقفي جعلهم ينزلون عند رغبتي، وهم كارهون، وبعد شهر تم عقد القران والزواج، وأنا سعيد جداً بهذا الزواج، وأعيش معها حياة زوجية ناجحة، بل مثالية. عبدالعليم محمد، سيرتبط قريباً بفتاة أكبر منه سناً، وهو سعيد بذلك، لأن الأهم عنده هو أن تكون شريكة حياته صاحبة خلق ودين، ومتعلمة، وقادرة على فهم الحياة الزوجية. يقول: «فضّلت الارتباط بواحدة تكبرني بالسن، لأنني أرى أنها ستكون إنسانة عاقلة، تعي وتفهم أمور الحياة الزوجية أكثر من المراهقة، أو صغيرة السن، وارتباط الشاب بمن تكبره سناً ليس عيباً، لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تزوج بالسيدة خديجة، وهي في الأربعين من عمرها، وكان لايزال في العشرينيات من عمره، وأنا عندما أفضّل هذا الزواج، ليس كما يرى الآخرون، طمعاً في مالها، ولكن لأنني وجدت أن الفتاة المراهقة غير قادرة على بناء عش سعيد للزوجية، وهذا ما لاحظته مع عدد من أصدقائي المتزوجين بصغيرات في السن». وعلى العكس من ذلك، فالكثيرون من الشباب يرفضون الارتباط من نساء كبيرات في السن، حتى لو كان الفارق ضئيلاً، ويعتبرونه زواجاً فاشلاً وغير متكافئ، ويرفضون بشدة أن يرتبطوا بنساء أكبر منهم سناً، وذلك لعدة اعتبارات، منها أن أصدقاءهم والمحيطين بهم قد يسخرون منهم على هذا الزواج، ويذهبون إلى أن الارتباط بفتاة أصغر أفضل بكثير من الارتباط بأخرى أكبر منهم، والسبب من وجهة نظرهم أن الفتاة الصغيرة من السهل ترويضها وتسييرها وفق هواهم، كما أنها وبحكم صغر سنها لن تكون مدركة لما يحدث حولها، وهذا هو المطلوب، أي أنها قد تقبل بأي شيء، وستكون زوجة مطيعة، تسمع وتجيب، وتهتم بأمور بيتها وأولادها فقط.