أن تكوني امرأة هذا بحد ذاته تحد عظيم، وأن تكوني امرأة يمنية فقد خلقتِ في رحم المعاناة، التي وضعتك فيها الأقدار، فحين تخلق أنثى لايحتلفون بقدومها، والبعض يتمنى أن لو لم تولد له! إنهم يرونها العار، فقد يدرس الولد في أرقى المدارس والبنت تظل خادمة بيتها ليل نهار إلى أن يأتي ذلك النصيب إلى بيتها فيزوجونها ليتخلصوا منها وقد تكون تلك الفتاة في سن الزهور لتقوم بخدمة زوجها و أهل بيته وإن أنجبت ربت أولادها هذا إن كان زوجا صالحا يتفهمها وإن كان زوجا ظالما يظل يضربها وينهرها إلى أن تموت غلبا وكمدا، وإن رزقت فتاة بتعليم وبيئة مناسبة في ظل أسرتها، لن تسلم يوما من نظراتهم الناقصة الفاحصة حتى وإن لبست الجلباب الذي يغطيها من رأسها حتى أخمص قدميها، ينظر إليها مجتمعها كأنها تفعل المنكر ولايحق لها أن تحيا كأي امرأة حرة لها حياتها وظروفها وفي البيوت الكثير من القصص تلك تنتهك حقوقها، وتلك يصب ماء النار في وجهها، وأخرى تهرب من ظلم أقاربها، وتلك تتهم في شرفها لأنها خرجت فقط لتثبت نفسها، أو حتى من أجبرتها ظروفها أن تعيل أسرتها ، وغيرها وغيرها .. فأن تكوني امرأة ستنالين أجر ظنونهم، وأفعالهم أضعافا فعيشي الحياة بملء فيها .. #كلنا_العنود #كوثر_الذبحاني