كغيرها من البلاد العربية التي ما زالت تصنف في ذيل قائمة دول العالم السياسية واقتصادها يرتب في الطوابير الاخيرة من البرامج الاقتصادية لم تحظى أرض جنوب النيل ومسرى شريانه في القارة الافريقية وما كان لها أن تكون سلة غذائية ومخزون زراعي يذخره العالم لما تحويه من أراضي زراعية شاسعة ومياه النيل التي تجود بالخير والنماء غير انها لم توفق في قيادة حكيمة تعمل من اجل رفد البلاد بالمكاسب الوطنية الحقيقية لا مجرد جلب مصالح حزبية وفئوية ضيقة أدخلت بلاد السودان في قلاقل داخلية وجعلتها عرضة لعقوبات طيلة عقود قادتها نحو طائلة من الديون واغرقتها في دوامة الفقراء وارجعت عجلة التقدم العلمي والاجتماعي خطوات إلى الخلف. وليس بغريب أن السجان يشفق على سجينه ويفتح له نافذة ولو كانت ضيقة من الحرية كما تفعل اليوم الولاياتالامريكية التي فرضت طوق من الحرمان على الشعب السوداني طيلة سبعة وعشرون سنة عانى فيها السودانيين الويلات والحرمان حتى تدهور الاقتصاد السوداني ووصل إلى أدنى مستويات الانهيار فتنبري الولاياتالامريكية بعد مراوغات في منح السودان بعد ثورتها على نظام البشير الذي كان من أسباب الحصار وفرض العقوبات الامريكية على السودان لتضع السودان على خطوات الانعتاق المشروط حتى تبقى تحت طائلة العقوبات واستنزاف مواردها وإلا لو اتصفت السياسة الامريكية بالعدل لاطلقت الحرية الكاملة للسودان حتى تنطلق محو مسيرة النهضة دون قيد أو شرط. فكيف للحرية المشروطة بحجة أحداث قد قدمت أطرافها وعناصرها الرئيسة للمحاكمة أن تمنح الشعب المحروم الحرية وتوفر له الاستقرار. ومن المعلوم أن هذه الحرية قد قيدت السودان ولكن بطريقة أخرى فقد اخرجته من اسره الاقتصادي وعجزه المادي لتلقي به تحت طائلة الاشتراطات والالتزامات التي لم يكن السودانيين الموافقة عليها من قبل ومن تلك الاشتراطات التطبيع مع اسرائيل فهذه الصورة المشاهدة بل هي أولى المشاهد وكأن ذلك من أولويات الرضا عن السودان حتى تعود لحاضنة الاسرة الدولية وتمتلك صوت مبحوح في مجلس الامم. فلم تحصل السودان على الاولوية في اعادة الحقوق والاعفاء من العقوبات قبل أن تتحرك الفرق العسكرية والامنية لزيارة اسرائيل والجلوس على مائدة واحدة مع عسكريي اسرائيل في تطبيع غير معلن. فهل يحقق هذا الانفراج للسودان ما كانت تبغيه شعباً وأرضاً أما يحقق نزوات بعض القادة السياسيين الطامحين لكسب شهرة سياسية والنيل من خصوم الأمس ولو على حساب السودان والسودانيين. السودان وشعبه يطمح للكثير من الانجازات ومنها تسوية الخلافات الداخلية ولم الشمل شمالا وجنوبا وغربا تحت راية سودان مستقل بعيد عن التبعية المبطنة بإعفاءات فيما يخص تمثيل دبلوماسي شكلي كحال كثير من دول العالم الثالث . السودان بحاجة إلى كثير من الانفراج كي يخوض غمار التقدم بعد حل كل المعضلات التي وضعها العالم الذي منعه من الحقوق بعض الحقوق .