للأسف أصبحنا وخاصة في المرحلة الراهنة أثناء الحرب لم نتناول إلا لغة النقد التي أصبحت توجه بطريقة سلبية ، وهذا أكبر دليل على أن مستخدمي هذا الأسلوب سلبيون ولا يجيدون إلا تكرار الكلمات والتعليقات السلبية . ووطننا للأسف صار يعج بمثل هؤلاء سواء وبات أثرهم السلبي على مستوى المجتمع أو المدينة أو حتى على مستوى البيت الواحد. فالسلبيون لا يرون إلا الأخطاء والثغرات والهفوات البسيطة والعفوية وعلى أتفه الأشياء ، فالبعض ينتقد داعية والآخر ينتقد اعلاميا والثالث ينتقد منشورا دون علم أو فهم، وذاك لا يرى في الصورة إلا إطارها الأسود .. وكثرت الانتقادات الهدامة وتوسعت رقعتها حتى أصبحت تضر المجتمع أكثر أن تنفعه ، وأنا لم أكتب هذا المنشور من فراغ وإنما هو من وحي الواقع الذي أصبح يعج بالفارغين ( التافهيين) الذي صار شغلهم الشاغل هو تتبع ثغرات وأخطاء الآخرين وملاحقتها ونقلها إلى مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة سلبية ومغلوطة ظناً منهم أنهم على حق وبأنهم ينقلون الحقيقة وهم عكس ذلك.. أعزائي السلبيين.. إن الانتقاد البناء يهدف إلى تصحيح بطريقة ايجابية سليمة ومهذبة وليس الهدف منه التشهير والتشويه ، ولا بد قبل النقد وتوجيه التهم للآخرين التفكير مليا هل هذا النقد سيأتي بنتائج إيجابية تُفيد المنتقَد وتقوم اعوجاجه أم أنها لمجرد تحققيق أهداف دنيئة ومصلحة أنانية شخصية تؤذي مشاعر الآخرين ولا تساعد في تقييم الأخطاء وربما تكون لها نتائج عكسية تفضي إلى الشقاق والمشاكل التي تكون عواقبها وخيمة.. أنا هنا أود أن أقول بأننا محتاجون للنقد البناء لتقييم وتصحيح الأخطاء لتكون النتائح أكثر إيجابية على الفرد والمجتمع . نحن في اليمن وخاصة في هذه المرحلة محتاجون لأن نصحح أخطاءنا بطريقة صحيحة ، ولسنا بحاجة لمزيد من الجراح والشقاق والانقسام ، فهناك كلمات لها وقع أقوى من الرصاص، فلابد أن تكون كلماتنا بلسما لجراح بعضنا ، نداوي بعضنا البعض ونبتعد عن السلبية القاتلة والسلبيين ولا نترك المجال لهم ليفسدوا علينا حياتنا ، فإذا خضت اليوم في نقاش حول موضوع لاداعي لتكراره غدا مالم يكن ذا جدوى، وإذا انتقدت شخصا ما فلابد أن تكون منصفاً بحقه أمينا في تشخيص أخطائه متجردا عن النزعة العدوانية و الأنانية وأن تكون طببيا ماهرا يشخص العلة ويداويها بدون إيلام المريض.. أمة الرحمن العفوري