منذ نشأة مصفاة عدن في خمسينات القرن الماضي ، حرصت شركة الزيت البريطانية ( (BPعلى إصدار مجلة خاصة بأخبار مصفاتها في عدن ، لتكون حلقة وصل قوية بينها وبين أفراد إدارتها وعمالها ، ومرآة عاكسة لأنشطة هذه المنشأة الحيوية والهامة في حياة عدن الاقتصادية والفكرية أيضاً .. وواصلت هذه المجلة – المحدودة التداول – صدورها حتى بعد أن آلت المصفاة ملكيتها للحكومة الوطنية في 1977م ، حيث استمر صدورها وبإمكانياتها البسيطة حتى عصفت الظروف السياسية الأخيرة والتي لأقحمت المصفاة على الانحناء والتقهقر القسري وكانت أول الخاسرين وأكثر الدافعين ثمن هذه الحرب الباهضة التكاليف .. فتوقفت الحركة الإنتاجية للمصفاة .. وبذلك توقفت أغلب مظاهر الحياة المدنية والاستقرار في محافظة عدن بالكامل ، وجميعنا عايش الظروف المتعبة التي رافقت توقف المصفاة ، ونتائج ذلك التوقف على حياة الناس في عدن !
لكن العزيمة الفولاذية لقيادة وعمال المصفاة كانت أقوى على التحدي وأكثر إصراراً على عودة الحياة في شرايين هذه المنشأة الهامة التي تشكل زاوية هامة من زوايا مثلث الحياة في عدن : الميناء - المصافي – المطار .. فتواصل العمل في المرحلة الأولى لإنشاء محطة الطاقة والتي تعتبر القلب النابض لعملية التكرير وحل معضلة المشتقات النفطية ..
كما أوشك الطاقم الفني والعمالي على استكمال اللمسات الأخيرة لمصنع الأكسجين في المصفاة أيداناً بافتتاحه في الأيام القليلة القادمة ..
وهناك من المشاريع الأخرى التي سيعلن استكمالها في الفترات اللاحقة ، لا مجال لاستعراضها هنا ,,
كل هذا النشاط المتقد في المساحة الجغرافية الواقعة في منطقة (عدن الصغرى) وخلف سياج شركة مصافي عدن ، كان لزاماً أن ترافقه إحدى الوسائل الإعلامية التي تعكس هذه الانجازات وتلك الجهود المخلصة للسواعد السمراء لعمال الشركة وفنييها النادرين !
وهكذا توجت الجهود المبذولة في إدارة إعلام المصفاة بصدور العدد الأول من صحيفة ( أخبار المصافي ) بشكلها الالكتروني على صفحات الشبكة العنكبوتية ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، باعتبارها تقنية العصر وفي متناول الجميع .
لم يكن هذا الإصدار بالسهولة – مع وجود الصعوبات الكبيرة والتحديات – لمثل هذا النشاط الذي يحتل أهمية خاصة للرد على الحملات المحمومة على المصفاة والمحاولات الإعلامية الفاشلة في إحباط مسيرة عودة الحياة للمصفاة ، وخدماتها الكبيرة التي تقدمها ليس لمحافظة عدن وحدها ، إن لم تكن للوطن بوجه عام .
تحية خاصة لذلك الفريق الصامت الذي يعمل بلا كلل أو ملل من أجل عودة الابتسامة لأفراد وقيادة المصفاة ، وإشعال نبراس الأمل في عودة توهج شعلة مصفاة عدن ، الأسطورة التاريخية التي لن تنحني مهما كانت الظروف !