تغيرت المفاهيم في بلادنا وارتدت الخيانة والعمالة والارتهان ثياب تفوق الوطنية. ولا استعادة الحقوق في مفاهيم تلك الأدوات إلا عبر البوابة الصهيونية كما يراها البعض ولا يمكن الدفاع عن القضية الفلسطينية إلا بمباركة العمائم الايرانية والسير تحت قيادتهم . . كل تلك المفاهيم هي الابرز والاقوى في مجتمعنا رغم انها مفاهيم تعد في ابجدية الفكر السياسي جريمة وخيانة. فمن يزور صنعاء ويطوف شوارعها وازقتها سيدرك حقيقة الحوثية ومدى انغماس تلك الجماعة بالعمالة التي تجاوزت الدور الخفي وأصبحت مليشيات الحوثي تجاهر ليل نهار بعملتهم لايران متخذين من صور المجرم قاسم سليماني صنم يمجد . متجاهلين حقيقة رجل اوغل بقتل وتدمير الشعب العراقي والبناني رجل عرف بجريمة وبطشه بالشعوب العربية الرافضة مشروع الملالي . وفي الجانب الآخر يبحث البعض عن خطاب منمق عربون لمداعبة الصهيونية معتبرين بوابتها هي الطريق الأكثر معبد لتحقيق السلطة والنفوذ لما لها من مكانة في اروقة السياسية الدولية وعلى راسهم الولاياتالمتحدةالامريكية. كل تلك الهفوات باتت تعلو وترتفع وعبر منابر اعلامية ليتجاوز ادواتها كل القيم الاخلاقية في منهج بات واضح نواته وكشفت ادواته لينعكس على الشارع الذي بات يعيش حالة انحسار بعد استنزافه وارهاقه بحروب جانبية إلى جانب ممارسة ثقافة التجويع ماجعله شبه مغيب وغير قادرا ليقول كلمته في بلادنا تبدل كل شي غاب الحس الوطني والبعد الإنساني والقبلي لتحل محلها هويات محلية أقرب ما توصف بالمناطقية الضيقة . وهو ما يصعب على الإنسان العاقل تقبلها فمن يبحث عن وطن أو استعادة الحقوق فلا يمكن نيلها عبر بوابة إسرائيل ومن يؤمن بالدفاع والانتصار لقضية العرب والدفاع عن فلسطين فلن تأتي عبر عمائم طهران الملعونة وهو المعروف بالعدو التاريخ للعرب . ومن يعتقد أن السلطة والنفوذ لا تأتي إلا من خلال التنازل عن القضية الفلسطينية والتضحية بها في اروقة المذبح الصهيوني وعلى عمائم الكاهن الإيراني . فعليه أن يعود لمعرفة ما هي السلطة ومن هم رجالها في السلطة لا تأتي عبر التفريط بالثوابت وإنما بالحفاظ على قداسة الأرض لا من خلال بيعها فمن يقبل أن يتنازل عن فلسطين فليس بأمين ولا قادرا أن يحافظ على شعبه . بالصهيونية زرعت في المنطقة العربية متخذة من فلسطين مقدمة لإسقاط كل الوطن العربي . وهو ما جعل من فلسطين خندق الدفاع الاولى عن العرب فكيف يقبل انسان يحترم نفسه أن يتنازل عن أبرز المدافعين عنه. وكيف يقبل أن تقام دولة على جثث ودماء وارض فلسطين