تُعد الولاياتالمتحدة الطرف الأكثر قدرة على قيادة الجهود الدولية للتأثير على أطراف الصراع المختلفة وإعادتهم إلى طاولة المفاوضات، حتى بعد بطش ترامب بنهج العمل المتعدد الأطراف والأطر الدولية على مدى السنوات الأربع الأخيرة. مؤخرا لوحظ إجماع رأي لعدد من مراكز الدراسات والنخب السياسية الاميركية المهتمة بالشأن اليمني حول مسار الحل السياسي باليمن، إذ توافقت جميع الأراء تقريبا على ان بايدن يحتاج حقا الى سياسة جديدة تجاه اليمن، سياسة لاتنظر الى الوراء . لكن، ماذا يعني ( سياسة لاتنظر الى الوراء)؟ هي سياسة لن تضع إعتبارا للقرارات السابقة المتعلقة بحل الازمة اليمنية، سياسة تتجه نحو البناء على وقائع الارض، وتبحث في الحلول الاقرب تطبيقا والاقل كلفة من حيث سهولة تنفيذها عمليا وقدرة تحقيقها وقفا عاجلا لإطلاق النار وإحلال السلام، سياسة توازي بين أولوية التدخل الانساني وواقعية الحل السياسي . المهم هنا وفي جميع الاحوال، ان الاطار العام لمسار تلك السياسة حتما سيضع أولوية ضمان خارطة مصالح حيوية ومتجددة لواشنطن وحلفائها باليمن معيارا ثابتا في تثبيت تلك السياسة واعتماد الانخراط فيها عاملا مطلوبا لتحقيق السلام . يأتي الأهم الان وهو! هل لدى إدارة بايدن الرغبة الكاملة في استثمار الظرف الحالي الذي تمر به الازمة اليمنية والشروع سريعا في تكريس تلك السياسة واقعا ملموسا لمصلحة تأكيد حضورها وقدرتها على صنع الفارق في ملف الازمة الاكثر تعقيدا بالمنطقة وذلك من خلال إرساء العملية السياسية الممهدة لحل الصراع هناك؟ أم ان الرغبة لدى واشنطن لازالت تدعم ضرورة مرور اي حلول للصراع اليمني عبر بوابة مشتركة لها مع جهود الأممالمتحدة ومقرراتها لحل النزاع باليمن؟