في ليلة من ليالي البرد القارس ، وأنا مستلقيا على فراشي ، أفكر في هذه الحرب العبثية المفروضة على الجنوبيين قسرا... والتي أدت بحياة الكثيرين ، ولاتزال تحصد شباب في عمر الزهور ، هم وقود لهذه الحرب ، وإذا بي أطرح على نفسي هذا السؤال ، والذي حيرني وحير الكثيرين أمثالي .. إلى متى سيظل الجنوبيون اغبياء ... ولم يستفيدون من كل تلك الدروس التي مرت عليهم ... ولايدركون خطورة هذا الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه ، ولماذا يساقون كالقطعان إلى مأرب وإلى الساحل الغربي للقتال في حرب هم وقودها ، فيسقط منهم قتلى ، والبعض منهم يقدمون قرايين لنيران الحوثيين ، لقذائفهم وصواريخهم التي أودت بحياة ستين جنديا من أبناء الجنوب في بداية الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري ، حيث استهدف هم صاروخ حوثي فكان مصيرهم الموت ، غالبيتهم من محافظات (ابين -- شبوة -- حضرموت ) جاءوا إلى مأرب لإستلام معاشاتهم. * وقد تحدثت في مقالة سابقة لي لم تنشر بعد عن الغباء السياسي والمصير المجهول الذي يهدد الجنوبيين وقلت في مقدمها : مالذي يجري في بلادي ومسقط رأسي الجنوب ، هل هو غباء سياسي متأصل فينا نحن الجنوبيون ؟ ونحن لم نتتعظ من كل تلك الدروس والعبر التي مرت علينا ، ولانزال في غبائنا السياسي وجهلنا ... صراع فيما بيننا بأسم الشرعية والانتقالي في جنوبنا الغالي ، وبالتحديد في محافظتنا أبين حيث أصبح الأخ يقتل أخاه والابن يقتل أباه وهذا هو مايحصل لنا اليوم. * إذن كيف لنا أن نقبل يا إخوتي الخوض في معارك ، لاناقة للجنوبيين فيها ولاجمل لتحرير محافظات شمالية من هجمات متوقعة للحوثيين لإسقاط مأرب ، وهم يسلمون ألوية ومحافظات بحالها للحوثه دون أية مقاومة لجيوشهم ، بل من دون طلقة رصاص واحدة من جانبهم ، ونراهم على الجنوب يتفقون ويحشدون قواتهم ، ويعززون جباتهم باتجاه الجنوب لاحتلال عدن... بعد هذا الفشل الذريع الذي تعرضوا له ، وتلك الهزائم المتلاحقة لقواتهم في أكثر من جبهة ، وخسائرهم المروعه ، لهذا الصمود الأسطوري لمقاتلينا الشجعان الذين يدافعون عن أرضهم ووطنهم الجنوب ، وماجبهة الضالع وقعطبة إلا خير دليل على هذا الصمود والاستبسال لرجالنا الأشاوس وهم يذودون عن تراب الجنوب.