ان الصراع على السلطه في اليمن لها نكهه خاصه ووصفات سلبيه مؤذيه سواء في اليمن عامه او الجنوب الذي عانى من ازماتها المتتاليه.. ماحدث في الجنوب قديما منذ ماقبل العام 67م هو صراع سياسي اساسه فكري تطور لاحقا الى صراع مناطقي لذات الفئه الحاكمه التي انفردت بالقرار ..
هل كان الحل انذاك ومن داخل تنظيم الجبهه القوميه هو بتحجيم الفئه المتعصبه فكريا باضافة الوان اخرى للتنظيم تعمل على خلق تنوع وتوازن قيادي لايغلب فيه لون او شكل يساري يميني متطرف مثلما حاول البعض مزج خليط الجبهه القوميه بمنظمة التحرير وايجاد كيان جديد باسم جبهة التحرير يحجم نفوذ القوى المتطرفه ويساويها بغيرها بحيث تتنوع القوى التي ستقود الدوله مستقبلا و تحقق توازن مناطقي لتمثيل كافة السلطنات والمشيخات انذاك.. وماذا لو استمر الكيان الجنوبي جبهة التحرير ممثلا للقوميه والتحرير وتسلم السلطه.. في رائيي لن يسقط اول رئيس للجنوب خلال شهور ولن يسيطر اليسار على السلطه ولن نقفز على واقعنا باتجاه الحضن الاممي الاشتراكي بدلا عن الحضن المصري العربي ولن نشكل حزب من طراز جديد ولن نحتاج الى نظريات صينيه ولن نؤمم مايتجاوز المسموح ولن نطرد السلاطين ولن نسقط بسقوط موسكو ولن يتشرد احد الى شمال الوطن ..وسنبني المصانع وننمي الزراعه ونهتم بالصحه والتعليم وستسقر المنظومه السياسيه .. يستحق هذا التفكير الدراسه والاشاده والنظر اليه بروح المسؤوليه الوطنيه ليمثل نهج لحركات التحرر الوطنيه.. على المستوى اليمني ينبغي القول ان نهج الاستفراد الشمولي في العقدين الاخيرين للمؤتمر الشعبي العام في ادارة وصناعة القرار السياسي والاقتصادي وغياب ديمقراطيه حقيقيه .ادت الى تكالب القوى الداخليه والخارجيه ضد هذه القوى الشموليه المسيطره لتسقطها لاحقا مع اول هبوب لرياح التغيير في المنطقه.. ولنعد الى يومنا هذا ..فهل وحدة القوى السياسيه اليوم في الجنوب باتجاه خلق كيان جديد في اطار تنوع سياسي يضمن التعايش والقبول بالاخر.. ويهدف لاستقرار سياسي مستقبلي..امر غير مجدي ويمكن تجاوزه... الامر اذن بحاجه الى عدم الاستهتار ليس فقط في النهج الشمولي وانما في مشروعية التوجه الجنوبي فهو في تقديري بحاجه الى توازنات عميقه سينظر البعض اليها كتنازلات مؤلمه لاتحقق اطماع الكثيرين ... فمرحبا بالمشاركه الواسعه واهلا بالجميع في دولة الجميع واهلا بالتنوع الفكري الذي يسوده الوسطيه والاعتدال والقبول بالرأي. والراي الاخر والا حتكام للديمقراطيه بمفهومها الشعبي..