ظاهرة مقلقة وخطيرة تزداد شيوعا في مجتمعنا المحلي يوما بعد آخر تبدو عادية سهلة وبسيطة عابرة على السطح ولكنها تمس الهوية بعمق وهي عدم اللامبالاة وتمادي الكثيرين عن التوثيق والارشفة لتاريخ اولئك الرجال الصناديد من البشر ، رغم انتباه البعض من أصحاب الرأي والمعرفة لهذه الظواهر التي لابد من الوقوف والتحدي لها ،، لانها في الاخير هي المكسب والثروة الذي اذا صاغت على صفحات التاريخ اطرت قاعدة صلبة قوية قفز فوقها الأبناء والاحفاد ،، فقد حكينا في ماضي الأيام بإن هناك آرث ومخزون ثوري كبير في منزل أبي خليفة الفقيد المناضل ناصر العويضاني ، فخروجا أو هروبا لابد من الكتابة والتدوين ! كلما تناهى إلى سمعي صوت الرئيس علي ناصر محمد حضرتني قامة الفقيد المناضل ناصر عبدالله العويضاني(الشاهد الأول) فقد كان سيدا حقيقيا في نضاله ، عمدة في وفاءه تجاه وطنه ، انيقا في سلوكه ومظهره ، جهوريا في حديثه اذا تحدث اسمع واذا ضرب أوجع ، شديد الثقة والاطمئنان بمايقول ، وفي نضاله غالب المحن وصارع الشدائد فلم يهتز له جاش ولم يخفت له صوت ، ولم يرتعش في يده زناد حتى جاءه القاهر الذي لايقلب فقضى نحبه ،، فقد توقف هذا القلب عن النبض ، تاركا خلفه تراث نضالي كبير يجعل قلوبنا تنبض بالبهجة والشجن بوجوده بيننا فهو الميت الحي الذي لازال طيفه يمر من امامنا ، فهذا النوع من البشر لاتغرب شمسه عن الذاكرة ولايموت ! فصفحات ومحطات حياة وتاريخ الفقيد المناضل ناصر العويضاني بيضاء مضيئة مليئة بالتحولات والمنعطفات السياسية والنضالية والإنسانية التي عاشها وناضل من اجلها طويلا حتى غيبه الموت ، لتظل ذكراه شعلة متوهجة تضيئ لنا حاضرنا وترسم الطريق أمامنا حتى نتجاوز تلك العثرات التي قد تواجهنا من عجاف السنين المقبلة لتدب في النفس بعد دفء الحياة التي نأملها ونرمي اليها ، فمهما حاولنا تصنع الالفاظ والتعابير ، ومهما حاول الكتاب والصحفيين أن يستجمعوا قواهم النفسية والعقلية بحثا عن مايليق به من مصطلحات في كتاباتهم ومايمكن كذلك قوله من شذرات وخواطر فلن يستطيعوا الأتيان بهذا ولو بشيء بسيط يوازي ويقارن ذلك الطود الكبير الاشم الذي اقترن اسمه مع كبار وعمالقة مناضلي الثورة لست وحدي أنا ،، فهناك جمهور كبير وواسع عاشقا مغرما متيما ومتابع لحياة الفقيد ناصر عبدالله العويضاني والذي يأمل أن يقرأ مدوناته ومذكراته وسيره العطرة بين دفتي كتاب ليتذوقها ويشم رائحته الزكية ،، فالعباقرة شهب كتب عليها أن تحترق لإنارة عصورها ،، فمن يدون ويوثق تلك الصفحات البيضاء المنيرة لحياة وتاريخ فقيدنا المناضل حتى لا يبعث بها الزمن وتضيع مع النسيان 00 فا أمطري ياسماء واسقي قبرا أوجعنا رحيله !!