رغم الظروف التي تمر بها البلاد رغم الحروب والمحن وانشغال رجال الدولة ورموزها بمصالحهم الخاصة والاستحواذ على موارد البلاد ولم يتركوا للشعب غير خيار الاتجاه الى محارق الموت والحروب. رغم كل ذلك فان هناك شباب حسموا امرهم وجدوا واجتهدوا وحفروا في الرمل والصخر واتجهوا الى انتزاع لقمة عيشهم واهلهم بالعقل والحلال وعرق جبينهم. ولناخذ على سبيل المثال لا الحصر هؤلاء الشباب بقيادة وتدريب واشراف المهندس الميداني عيدروس صالح حسين العولقي مصمم النقوش. والمنفذين صالح عيدروس العولقي وحسين عيدروس العولقي،ومجهزي مواد محمد عارف الصاعدي وعلي عارف الصاعدي وعمار ياسر العولقي،فقد اتجه هؤلاء الشباب الى فن التلييس والتطريز العمراني وبعد تعب وعناء وجد واجتهاد وتمرس نتج عنه ابداع ولمسات فنية جميلة يخطّوها باناملهم الذهبية الملفوفة بالحرير تفوق مستوى الجمال على جدران المباني الداخلية والخارجية وقد كانت هذه الاعمال حكراً على عمالة تاتي من خارج المنطقة بل ومن خارج المحافظة. وهاهم اليوم شبابنا المجتهدون يكسرون ذلك الحكر ويبدعون فيها ويرسمون لوحات فنية جميله نعرض لكم بعضاً منها رفقة منشورنا هذا. ومن هنا فاننا نحث كتابنا وإعلاميينا اعطاء هذه الشريحة المكافحة حيز ولو بسيط من الاهتمام والتشجيع واشهار تلك الاعمال الجميلة والشريفة لتتوسع وتنتشر وبالتالي تحفيز الشباب لابتكار كل جديد بل وخلق فرص عمل شريفة في كل المجالات التقنية والفنية والمهنية والحرفية. كما نحث ونهيب بشبابنا اليوم بتشمير السواعد والاقتداء بهؤلاء الشباب والنهوض من غفوتهم وسباتهم والاتجاه الى سوق العمل للبحث عن فرص عمل شريفة واستغلال مهاراتهم كلاً وميوله وهواياته وترك النوم والانحراف والذهاب الى محارق الموت وعدم الاعتماد والحلم بالوظيفة التي اصبحت تركة يورثها المسؤول في الدولة لاولاده واحفاده وذو القربى حتى المساكين وابن السبيل شطبهم من المواريث. وعلى هامش مرورنا لفت نظرنا ابداع هؤلاء الشباب وتمضوعهم على جدران احدى العمائر في مدينة لودر بشكل شاهق عرجنا عليهم للتحية وابداء الاعجاب بهذا العمل الفني الجميل والاطلاع على مكوناته بهدف التشجيع والتحفيز،التقينا هؤلاء الشباب حيث اعطونا شرح مبسط وسريع عن المواد وطريقة عملها التسلسلي،،، ولا يفوتنا هنا من ان نتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى رئيس واسرة تحرير صحيفة "عدن الغد" التي استشعرت اهمية هذا العمل ومدى تأثيره الايجابي لتحفيز الشباب وتشجيعهم على كسب اكل عيشهم بعرق جبينهم وبالتالي خلق مجتمع مقاوم لا يقهر.
