مازالت الطواقم التدريسية والتربوية تمارس عملها ومؤدية لواجباتها المهنية بكل اتقان وأمانة متناسية لحقوقها وهي في أشد ما يكون لتلقي تلك الحقوق المقننة في قوانين الخدمة المدنية والدستور وكل اللوائح المنظمة لها رغم ما تتعرض له من عملية تهميش وسلب للحقوق فما زالت تتفاءل الخير في صدق نوايا الحكومة وكل الجهات المسؤولة . لم يعد يخفى على أحد ما وصل إليه حال المعلم في ظل التمييع المستمر والمبرمج من قبل الجهات المعول عليها اخراج المعلم من ظلمات التهميش وضيق الحاجة والعوز إلى مائدة القانون وفسيح الحقوق المكفولة قانوناً بعيداً عن اللعب بالمسميات وتحريف المطالب واشغال الجهات المعنية بمتابعة حقوق المعلم وأعني بذلك النقابة المنتخبة لمتابعة حقوق المعلمين واسترداد ما هو ضائع منها والمحاولة للوقوف بالمعلم على مميزات مهنته في القانون والتوجه بالمطالبة لا حقاقها إلى درجات التقاضي المختلفة , وما من شك أن تلك الممارسات وتسير شراذم المروجين للغضب المجتمعي من المعلم من خلال اطلاق حملات الانتقاص من المعلمين الممارسين لحقوقهم الوظيفية والقانونية من اضراب ومراحله المتزامنة والتدريجية التي طالت وتجاوزت كل المهل والآجال المضروبة تلك الحملات التي يروج فيها لرغبة المعلمين في التملص من أداء الواجبات وحرمان التلاميذ من حقهم في التعليم متناسين حق المعلم في العيش الكريم بعيدا عن الحاجة والعوز كموظف يشغل وظيفة عامة وكانسان يسهم في بناء لبنات المجتمع الأولى ورائد من رواد العملية التربوية والتعليمية. وما أكثر ما تعرض المعلم وهو في رحلة المتابعة لا ثبات الحقوق ونيل المطالب للتهميش واللعب بحقوقه في محاولة مدروسة لتضييع حقوقه وتحويلة من ضحية للروتين الوظيفي ومطية للصراعات السياسية ومرمى للذكاء السياسي والحماقات الحزبية. هل يعلم السياسيون وصناع القرار أن ما بجرابهم من محاولات لتمييع حقوق المعلمين أصبحت مفضوحة مكشوفة الاستار وأنه لا سبيل سوى طريق واحد لتصحيح الأوضاع والبدء في اعادة البناء وتصنيع جنوب مستقر بعيد عن ارهاصات الفترات السابقة وانتكاسات الحرب والعدوان. مازال التعليم ينحدر نحو الهاوية ويعاني التهميش والمعلم باعتباره ركيزة اساسية من ركائز التعليم لا بد من اصلاح أوضاعه ليتمكن من أداء الواجبات فلامجال لعملية تعليمية ناجحة بدون استقرار لحياة المعلم. وللأسف إن ما يتعرض له المعلم من التلاعب بحقوقه والقاء الوعود لتحسين وضعه لكن سريعاً ما تذهب تلك الوعود ادراج الرياح ويتبين مدى المكر السياسي والخداع الحزبي الذي يسوف الامور ولا يبحث عن حلول . فكفى أيها الساسة عبثاً بحقوق المعلم وكفاكم أيها الحزبيون من بسط شباككم في طريق العملية التربوية لنيل مكاسب حزبية مستخدمين المعلم وحقوقه شعار وعناوين لحروبكم السياسية التي تنتهي بنيلكم المصالح واغفال حقوق المعلمين .