قلة هم القادة ممن يستشعرون المسؤولية ، هذا النوع من المسؤولين نادر جداً الذي يعيش حياة المواطن ويدرك ظروف ومعاناة المجتمع من حوله ولذلك تجده دائما في مقدمة الصفوق مبادراً ومستمعاً لهموم الشعب ومعاناته ، لحظة بلحظة بالرغم من ظروف البلد الاستثنائية و حجم المسؤولية التي نذر نفسه القيام بها في وقت رفضها الجميع ، فتراه يعمل دونما كلل او ملل في مكتبه وفي منزله ويستقبل الناس بمختلف انتمائاتهم ومشاربهم وهو يدرك طبيعة المرحلة والظروف القاسية التي تمر بها بلادنا في ظل حرب انهكت الشعب وانهيار اقتصادي ومعيشي وغلاء فاحش وهشاشة سلطة تتنازعها تداخلات اقليمية ودولية ومكونات متناحرة لاتقبل بعضها بعضاً. هذا النموذج الفريد من المسؤولين استطاع بفضل الله ، وحنكته وصبره وحلمه والقلب الفسيح الذي يحمله في صدره استطاع استقطاب الناس وكسب محبة الشعب وتملك قلوبهم لا لاشي ، هو لم يجعل حياتهم مليئة بالورود او لديه عصا سحرية لايجاد جنات تجري تحت اقدامهم انه فقط نزل عند مستوى حياة المواطن البسيط متلمساً همومه ومعاناته وعمل بقدر المستطاع وبحسب ظروفه وامكانياته المتاحة للتخفيف من معاناة هذا الشعب المطحون وبالتالي استملك قلوب الشعب تواضعاً واخلاصاً وتقديراً واحتراماً.
من الطبيعي ان تنهال عليه سهام السفهاء اعداء النجاح ولن يسلم من كيل التهم له بمختلف انواعها من انفس أبت الا ان تقف في وجه الحق والخير والامان والسلام بحقد مناطقي قروي وضغينة في هذه النفوس السوداويه ورحم الله المتنبي الذي قال يوماً:
لايسلم الشرف الرفيع من الاذى
وللنجاح وحب الوطن ضريبة يدفعها الاوفياء لوطنهم وشعبهم .
وهذا حال الدنيا فقد ابتلي معظم ممن اصطفاهم ربنا من الانبياء والرسل فكان جزائهم ان نكل بهم وقتل البعض منهم وشرد وطرد البعض منهم لانهم فقط اتوأ ليضيئوا لاقوامهم دروب الحياة ويعلمونهم طريق الحق ويخرجونهم من الظلمات الى النور فلم يكن جزائهم من اقوامهم الا التنكيل والاذئ والتعذيب .
هي سنة الله في صراع الخير والشر والحق والباطل منذ ان خلق الله الكون الى قيام الساعة .
ليس المقصد هنا المقارنة في مقالي هذا بالقائد او المسؤول النبيل الناجح فلان بذاك النبي او الرسول الذي تعرض للاذى من جهال وسفهاء قومه ، ولكن قد ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان من تعرض لاذئ ومصيبة فليتحسب اجرها لله وليتذكر ان افضل انبياء الله هم ايضا لم يسلموا من كل ذلك فلنتوقع انه - ايضا- سيتعرض لاشد من ذلك فالمؤمن القوي الذي يتحمل ويصبر ولايتأفف في سبيل الله وخدمة الناس فهو احب الله من المؤمن الضعيف.
ان حكمة الله اقتضت ان لايطغى الشر على الخير وان قل وقل اصحابه الا ان الله من حقبه زمنية الى اخرى يبعث من يتقيه ويعمل من اجل الخير والامن والسلام ومن يخدم عباد الله في كل الظررف ، ضارباً عرض الحائط باراجيف كل المبطلين واكاذيب كل المرجفين الذين لايروا الا انفسهم هم كل شي صناعي المعجزات الوهمية بينما لم يكونوا سوى بالونات ليس الا.
فاليمن شمالا وجنوبا مليئة بالقادة والمسؤولين ولكن قلة هم النجباء ممن يدركون حجم مسؤولياتهم ويحترمون مواقعهم ويعملون بمبداء ان المسؤولية تكليف وليس تشريف.
فاللواء الركن احمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج الذي كان اول من امتلك الشجاعة الادبية بين المسؤولين في المحافظات المحررة وادرك مدئ استفحال الازمة في لحج الابية وظروف المحافظة منذ توليه السلطة المحلية فكان اول المبادرين للنزول الميداني ومقابلة المتحجين على انقطاع الكهرباء بالرغم من ان مسؤولية هذا القطاع الخدمي الهام تقع على عاتق الحكومة مركزياً الا ان الرجل وحباً واستشعارا منه بظروف ابنا لحج نزل وبادر وسارع في عمل امكانياته وقام باعتماد وقود الكهرباء من موارد المحافظة في خطوة نالت تقدير واحترام كل ابنا لحج .
ومن يتابع عمل الرجل الدؤوب طوال الاسبوع في مكتبه بلحج ومنزله في خدمة ابنا المحافظة وعزيمته القوية يدرك حجم المسؤولية الملقاه على عاتق الرجل في ظروف غاية في التعقيد .
لايحب الرجل الظهور الاعلامي والبطولة المزيفة وهو الذي وصل من ميادين صناعة الرجال فهو ذلك القائد العسكري الذي صال وجال وقاتل وناضل بصمت في معظم الجبهات وقدم وضحى وناله مانال من تهم التخوين والعمالة لانه ببساطه لم يجعل من شخصيته تابعاً لاحد بقدر تبعيته لوطنه وشعبه ولذلك كانت سهام سفهاء وحمقئ القوم تتوالى تباعاً نحو صدره الاشم ولم يبالي طالما وهو من الشعب والى الشعب.
يعلم يقينا بعض الماجورين والمرتزقة والاذيال ان الوعل فقط يدمي قرنية يوم ان قام يناطح جبل ولاضير طالما واولئك المأجورين قد ارتضوا للذل والمهانه مقابل فتات يدفع كل شهر فلا هم لهم غير صرفة شهرية تمنح لهم باسم الوطن .
وختاماً نصيحتي لبعض الاطفال المراهقين واذيال الخارج عبيد الدراهم كلوا واشربوا ونعيقكم الذي تظنون انكم قد خدمتم به اسيادكم لايساوي مقابل نضال الرجل ومواقفه الوطنية وتضحياته لايساوي جناح بعوضه ، ولكن اياكم الحديث باسم النضال والوطنية والشعب وانتم مجرد دمئ قديمة في ايدي الاسياد ، فقد عرفكم شعبنا الذي شب عن الطوق فبيع الوهم والسراب لن ينطلي بعد اليوم على شعبنا .. فقد شبعنا اكاذيب ودجل وهراء.. الى اين المسير؟؟!