ما اكثر ما تكرر مشهد السقوط وتوالت صور الانهزام وتعددت مراحل الاندحار لما يسمى بالسلطة المركبة والهشة في جنوباليمن وما أصعب القصص التي تروى عن لحظات الهزيمة وتعقد الحبكة الدرامية للفرار وفكاهة العودة واستئناف ممارسة السياسة من تحت مظلة معاشيق الذي بات رمزاً للانكسار والتخاذل واصبح علم في التواطؤ والخيانة بل غدا معلم لبؤس كل محافظاتالجنوب. حقاً إن ما جرى من تسيير وليس مسيرة لأنها لم تكن سوى تحشيد لجماعات مدفوعة إن لم تكن مأجورة وما في ذلك توجيه اتهام لجهة ولكن واقع الحال يفسر نفسه لأن الشعب أصبح أكثر وعياً لما يدور في الساحة من صراعات حزبية ومناطقية وأصبح يعي أن هناك تحاول الضغط على الشارع بفرض حصار من أزمات مفتعلة في مختلف مجالات الاحتياجات الشعبية وأن شعب الجنوب من عدن إلى المهرة يعي حق الوعي أن ما يدور هو سيناريو مسلسل صراعات داخلية تحت مظلة اقليمية وبرعاية دولية والاسباب واضحة هو بقاء البلاد ساحة مفتوحة يرتع فيها كل من هب ودب من ضباع المصالح التي تعيش على أوجاع الشعوب وهي بتلك الافعال تجمع ما يفوق ما تحمله خزائنها. ليس بغريب أن ينفذ حوار وتفاصيل مسلسل الاقتحام في ظل تواجد قوات من التحالف السعودي والاماراتي دون أن تحرك ساكن وكأنها خاضعة لإرادة الشعب وهيهات أن تطابق أفعالها نواياها ومسايرةً لتفاصيل الحوار والمشاهد الدراماتيكية تنطلق القوارب في البحر وتقف القوات المؤلفة من التحالف موقف المتفرج والمغلوب على امره. سرعان ما ينسى مخرج المشاهد أنها قد تكررت مرراً وانها أصبحت مشاهد مملة مفضوحة المغزى والمحتوى , وليس دفاعاً عن الحكومة فهي حكومة مجهضة قبل ولادتها ولا تستحق الذكر فهي أقرب للعدم فلم يلمس الشعب لتواجدها فائدة مرجوة فهي كما اسلفنا الذكر حكومة مجهضة منذ يوم الاتفاق حتى وصولها إلى مطار عدن الذي كان بداية المشاهد الدراماتيكية المقرونة بالفكاهة الهزلية. ومع ذلك هل سيحقق المقتحمون انتصاراً بعد ذلك السقوط المدوي والفرار المخزي أو هي عودة للبداية المعتادة من خلال املاءات دول الاقليم للعودة للحوار العقيم الذي لا يخدم إلا مصالح من يريد اطالة أ مد الحرب ويريد للجنوب أن يبقى لقمة سائغة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وحياة المواطن وكل المغزى هو حصد المزيد من المصالح الضيقة وبقاء البلاد في دوامة الصراعات التي تعود بالضرر على الشعب وبقاء الطبقة السياسية في معزل تبحث عن جني المصالح والمكاسب. ما حصل اليوم من سقوط هو سقوط لكل القوى السياسية المتصارعة على جنى المصالح متناسية ما وصل إليه حال المواطن من فاقة وأزمات خانقة ما حصل اليوم هو هزيمة نكراء لكل الشخصيات التي كانت تحظى بالقليل من التقدير الشعبي ما حصل اليوم كشف الاقنعة واسقطها وباتت النوايا عارية عن كل معاني الوطنية حكومة فاشلة ومجلس يبحث عن تصيد المواقف وقوى اقليمية متلبسة بنوايا سوداء وشعب جائع إلى حد الفاقة