سأطرح سؤالاً بريئاً عن تلك المجاميع من المواطنين الذين مشوا من أول نقطة حتى وصلوا مقر سكن الحكومة في معاشق ومن دون أن يقاومهم جندي واحد، بل أننا رأينا الجنود يرحبون بهم ويضعونهم على رؤوسهم، وكأنهم ضيوف جاءوا مدعوين لتناول وجبة الغداء عند حكومة الدكتور معين عبدالملك، السؤال سيكون بسيط الإجابة لمن سهل الله عليه، وسيكون صعباً لمن صعب الله عليه الإجابة، فهو سؤال من عيار السهل الممتنع. السؤال يا سادة مفاده، لو أن تلك الجموع انطلقت نحو مدينة التواهي مقر المجلس الانتقالي، هل سيتم الترحيب بها؟ وهل ستصل إلى داخل المقر؟ والسؤال نفسه ولكن بصيغة أخرى مفاده، لو توجهت تلك الجماهير الغاضب بعضها نحو مقر التحالف في مدينة الشعب، هل سيرحب بها الجنود؟ وهل ستصل حتى إلى بوابة التحالف؟ وهل ستدخل إلى مقر التحالف لتتعرف عن قرب على مقر التحالف، وغرف نومهم كما فعلت في مقر الحكومة الكائن في معاشق؟ المتظاهرون الذين وصلوا إلى قلعة معاشق الكثير منهم هزمته الحياة، ويريد ما ينشده من راتب وخدمات، ولكنه خالطهم مجاميع لا ينقصهم شيء، ولكن كانت مهمته إيصال المتظاهرين ليحقق هدفه في إهانة الحكومة، وعمل لها فركة أذن، وإخبارها أنها يجب أن تعمل وفق هوى من يحكم عدن إن أرادت السلامة. لهذا سؤالي لماذا توجهت الجماهير إلى الحكومة، وهي تعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه؟ لماذا لم تخاطب التحالف الذي بيده زمام الأمور في عدن؟ ولكن يبدو أن المثل القائل: على من تستقوي يا ثعلب قال على أخي الصغير، فيبدو أن هذا المثل يطبق في عدن، فالحكومة ضعيفة متهالكة تخيفها أمواج خليج عدن، ولا تستطيع أن تخرج من أسوار معاشق، فكيف يطالبها المتظاهرون بالرواتب، والتحالف جنبهم ولم يطالبونه بشيء، وهو الذي معه الفلوس زي الرز. صدرت توجيهات بمنع المظاهرات بعدما عملوا رنة للحكومة، وستتوقف المظاهرات حتى تأتي حاجتها، وسيظل المواطن في عدن في حيص بيص، فاللهم سلم سلم.