الله سبحانه وتعالى حي قيوم جعل الإنسان خليفة في الارض، وجعل له قوانين تحكم حركته، فإذا خرج البعض عن القوانين التي تحكم حركتهم، فأصابوا بعض الناس بظلم، او أصاب الفرد أو البعض ظلم، فان الله سبحانه وتعالى يتدخل برحمته، فيرفع الظلم عن المظلومين، ومن رحمته سبحانه وتعالى انه لطيف لما يشاء، فالمظلوم محكوم بقوانين البشر يمتثل لها لا يستطيع حراكا، فإذا أراد الله رفع الظلم عن عبده تلغى كل القوانين والأحكام التي تحكم حركة الإنسان في الارض ويكون أمر الله (كن فيكون)، البعض منا نحن البشر حين يقع في مأزق او ظلم ليس له فيه لا ناقة ولا جمل تحكمه قوانين وأسباب الحركة في الأرض وتسيطر على عقله وفكره، لأنه قد ادار امر مازقه وفكر فيه وأعمل عقله ووجد أن أسبابه وسعيه بالقوانين التي تحكم حركته وحركة غيره في الارض لبس بيده او بيد غيره وليس هناك مخرجا منها، لذلك يصاب البعض باليأس ويستسلم لما هو فيه. الحق سبحانه وتعالى لا ينظر الى صورنا واشكالنا ولكن ينظر إلى قلوبنا و سلوكنا وتعاملنا مع غيرنا فإن علم فينا خير لغيرنا، أكرمنا بلطفه ورفع عنا ما نعاني من الم او مرض او ظلم او جور. لسنا أنبياء ليوحي لنا الحق سبحانه وتعالى ان الله قد رفع عنا ذلك الظلم او شفانا من ذلك المرض، لكنا بشر اكرمنا الله بعقول تستطيع أن ترى كرم الله ولطفه ورحمته بنا، فالظلم الذي قد يقع علينا ولا نستطيع تجاوزه او المرض الذي عجز الطب عن تعيين الدواء الشافي له والرزق الذي عجزت الأسباب عن الوصول إليه وغير ذلك مما نواجهه في حياتنا اليومية وعجزت أسبابنا عن الخروج منه، ثم في لحظة نجد ان الظلم قد رفع عنا بلا قانون، والمرض قد ذهب بلا دواء والرزق الحلال قد وصل إلينا بلا اسباب، فلا تحتار عقولنا لمثل هذا الأمر، فما خرج عن موازين وحسابات العقل البشري، لا بد أن يكون ممن جعل الأسباب وهو الله سبحانه وتعالى، فالعقل البشري لا يقف امام ارادة الحق سبحانه وتعالى لأنه بمشيئته سبحانه و تعالى اذا اراد شيئا انما يقول له (كن فيكون). اذا مررنا بمثل هذه المواقف والاحداث، علينا ان نتوجه لله سبحانه وتعالى بالحمد والشكر على جزيل نعمه ونعلم ونتعلم أن لا نيأس ولا نقنط من رحمة الله، فمن خلقنا و استضافنا في هذه الدنيا لن يتركنا ولن يضيعنا لأنه ارحم بنا من انفسنا ومن والدينا. وانه حي قيوم لم يجعل الانسان خليفة في الأرض ويتركه تحكمه قوانين واسباب حركتنا في الأرض، بل يتدخل الحق سبحانه وتعالى بلطفه الخفي فيكون ما يشاء هو سبحانه وتعالى لا ما يشاء خلقه.