المبادرة السعودية تهدف إلى وقف الصراع المسلح الجاري شمالا والممتد بإتجاه أراضيها . تماما مثلما سعت الشقيقة من خلال إتفاق الرياض لوقف الصراع المسلح جنوبا والحفاظ على مكتسبات التحالف في الجنوب ( لذا دعونا نقول ان كل ما جرى مع توقيع اتفاق الرياض ويجري الأن عبر ويعبر عن رغبة وقناعة سعودية في إنهاء الحرب والميل لخيار الحل السياسي ) وبالتالي وبما ان الجنوبيون ليسوا طرفا في الصراع الراهن شمالا وبما ان المبادرة السعودية جأت لوقفه (كما نعتقد) فأن إبداء الجنوبيين أي إعترضات على المبادرة تحت اي مبررات ستبدو غير منطقية في الوقت الراهن . لذا نرى ان وقف الصراع الدائم منذ 6 سنوات وإنهاء الحرب بشكل عام بات يعكس رغبة كافة الأطراف في الداخل وفي الخارج أو هكذا يفترض أن يكون الأمر ، وبالتالي على الجميع دعم هذه الخطوة ومباركتها ، وخلال هذه الترتيبات لا يجب أن تخرج حسابات الجميع وكذا تحركات كل طرف الأن عن تحقيق هذا الهدف الرئيسي وهو وقف إطلاق النار ناهيك عن معالجة الجوانب الإنسانية والصحية ورفع المعاناة عن كاهل الناس في كل مكان في الشمال وفي الجنوب . ففي حال أصر أي طرف خلال هذه المرحلة القفز على متطلباتها وحاول تحقيق أهداف سياسية سابقة لأوانها أكانت في الشمال أو في الجنوب فأن محاولات هذا الطرف سوف تؤدي بالضرورة إلى نسف الخطوة كليا والعودة بجميع الأطراف إلى نقطة الصفر . أما الحديث عن مرحلة الحل السياسي والبحث عن إنهاء الأزمة اليمنية بشكل نهائي بما في ذلك الأزمة المتعلقة بإعتماد شكل الدولة اليمنية القادمة الضامن تجنيب الشماليين والجنوبيين أي صراعات مستقبلية لهذا السبب بالذات ، فهذه هي المرحلة التي يجب أن يحظى الجنوبيون بتواجد كطرف أساسي فيها ، ويفترض أن لا يكن ذلك بحرص من الجنوبيون وحدهم بل من جميع الأطراف أكانت شمالية أم جنوبية إقليمية ام دولية بالذات التي إرتبطت بالصراع اليمني بمختلف مراحلة إبتداء من حرب صيف 94م التي قضت على الوحدة اليمنية وحتى إعلان المبادرة السعودية اليوم ، فأي إستهتار قد يمارس هنا أو سوء تقدير أو أي حسابات خاطئة من قبل أي طرف قد تؤدي إلى عدم فهم أحقية وأهمية وأولوية ضمان التواجد والتمثيل المطلوب للجنوب كقضية وكشعب سيكون لذلك نتائج غير محمودة بكل تأكيد وسيؤدي أيضا إلى نسف أي جهود لتحقيق السلام النهائي والشامل والعودة بجميع الأطراف إلى نقطة الصفر .