عظيمة تلك الكثبان العالية في أوساط الصحراء ، شامخة ثابتة في مواقفها وتقلبات الرياح ، تتناثر حبيباتها وتفترق عن مكنونها ولكن تتلاقى في مكان وزمان اخر ، لتكون كيان مستقل بعد أن تفرقوا برياح التغيير فشكلت كثبان أخرى في شموخها وكيانها رغم أنها تكونت من حبيبات متفرقة من عدد من الكثبان المتناثرة في قلب الوطن الواحد. ألا يستدعي لهذا التكوين أن ننضر اليه ونحتذي بهذا المُتكون ، أم أن جاهليتنا تجاسرت علينا وكان لها الفعل والأمر ؟ مع الأسف أن مايحدث في وطني لايمت لا لعرف ولا دين بل ماهو الا كهنوت المصالح والخنوع للدرهم والريال الذي أنتجتها عمالة الموروثات فترجمها الأبناء لواقع يتعايش ويُعتاش. كهنوتات فرختها السنوات من موروثات أدخلت علي ظهر دبابة المحتل، فخاط الفكر المُلَبس الذي يعتاش منه السوقيين وحثالة الفكر والمتوهمين بإسلام شُرع في كنائيس بريطانيا وترجمته دولة الجوار فكان الحامل والمحمول وصفاً في نار أشعلوها بفكر متجمد وادعوا أنهم هم الحق الأوحد . ماذا يحدث في وطني الذي تكالبت عليه الذئاب عندما أصبحنا نعاج ، أمن قلة أو جهل ؟ حالنا أصبح هكذا ؟ لا .... بل من موروث الخيانة او عمالة لا يخرج عنهما .. أما العمالة فماكان بالأمس يحدث اليوم كانوا للانجليز عسكراً يقمعون أبناء وطنهم بمقابل حفنة من تراب ... والعمالة تقلدوا أفكار مذهبية أو حزبية فكانوا أشد من الملك على مُلكة فاعتنقوا الماركسية واعتنقوا اللامذهبية فرخ الكنائس الانجليزيةبشقيه المُمنتج في أروقة الدهاليز الفرنسية ، فكانا الارهاب ونشأته فكل من يخالفهما كافر أو عميل مستباح الدم. فتوارثت سلسال الخيانة والعمالة لاجيال تعاقبتها أجيال ، فتنوعت وظائفهم لدى الاحتلال ومانِتاج السنين إلا وصمة عار علينا قبل أن تكون عليهم. !! ألم تسمع عن الشيطان الأخرس؟ ألم تسمع عن الخائن المفلس ؟ ألم تسمع حي على الفلاح فأين موضع قدماك في نطاقه .... فاحذر أن تكون ممن لم يفلحوا ... أما وطني فويح قلبي على وطناً ذُبح بأيادي أبنائه ، وأصبح فؤاده نازفاً باحتلال خارجي منظم منفذ بيد أبناء الوطن ويقيناً وصدقاً أن من باع رمال وطني وتآمر عليها غذي بالحرام فكانوا أبناءه...