في زيارة هي الأولى لمؤتمر الحوار الوطني والتي تعقد جلساته في فندق موفنبيك بصنعاء، تجولت عدسة "عدن الغد" في اروقة المؤتمر وكانت تحاول رصد العديد من الأمور التي تدور خلف كواليس قاعات مؤتمر الحوار الوطني وبالرغم من عدم حصولنا على تصريح الدخول من قبل الاجهزة الامنية لحضور جلسات مؤتمر الحوار وتغطية اجتماع ممثلة الاتحاد الاوربي في اليمن مع الشباب المشاركين في المؤتمر والذي عقد صباح اليوم، إلا أننا انتظرنا امام البوابة الرئيسية حتى قرب موعد انتهاء جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل حينها استطعنا الدخول بأعجوبة ورصدنا بعض المشاهد والتقينا ببعض اعضاء الحوار وتحدثنا معهم حول معظم القضايا وكان ابرزها قضية تفجيرات نادي الوحدة الرياضي بعدن وقرار العفو الرئاسي عن المعتقل فارس الضالعي وعن تعويض اسر ضحايا هذا التفجير الارهاب الجبان. عند وصولنا الى أمام البوابة الرئيسية لفندق موفنبيك في تمام العاشرة صباحاً لفت نظري العديد من المشاهد اولها وجود عدد من المواطنين متجمعون امام البوابة الرئيسية ويحملون بين ايديهم ملفات لقضايا طالما سئمو من ايجاد حل لها وطالما بحثوا كثيرا على من يستطيع حل مشاكلهم تلك ومساعدتهم على تحمل اعباء الحياة، وكان من بين هؤلاء المواطنين الشاب عبدالله الحمادي آكل الزجاج والمسامير والامواس الحادة وبيده رزمة لنسخ بعض الصحف المحلية التي كتبت عنه وعن حكايته مع أكل الزجاج والمسامير والامواس الحاده وعندما اقتربت منه ولاحظ بطاقة "عدن الغد" المعلقة على صدري سألني هل انت صحفي في عدن الغد، فقلت له نعم كيف حالك ياحمادي لقد قرأت عنك كثيراً في الصحف واريد ان اتحدث معك قليلا وندردش مع بعض عن حكايتك مع أكل الزجاج ، فرحب بذلك وقال وهو يبتسم انا سعيد جداً بأن التقي بصحيفتكم الرائعة والتي طالما تابعتها وقرات أخبارها عندما كنت ازور مدينة عدن- سألته عن سبب تواجده امام بوابة مؤتمر الحوار الوطني فرد بحسرة وألم ،انا هنا أبحث عن من يساعدني من المسئولين المشاركين في المؤتمر فانا لا أطلب غير وظيفة استطيع ان اعيل بها اسرتي واتمنى ان يلتفت اعضاء مؤتمر الحوار الى حالتي المعيشية الصعبة والظروف المادية التي اعيشها انا وافراد اسرتي، وبعد حديث طويل معه وبعد الاستماع والانصات له بتمعن عن مشاكله ووضعه المعيشي الصعب اجريت معه لقاء صحفي سينشر قريبا ان شاء الله.
المشهد الثاني الذي لفت نظري بل ويلفت نظر أي زائر لمؤتمر الحوار الوطني هو أنك تجد الجميع هناك سواسيه لا فرق بين مسئول وبين مواطن عادي شريف، جميعهم يدخلون من بوابة واحدة دون مرافقين شخصيين ودون سلاح، تجد المسئول يخرج حتى البوابة الرئيسية للفندق مشياً على الاقدام وعند وصوله للشارع تأتي السيارات الخاصة به وبحراسته الشخصية ليقلوه حيثما يريد، منظر لم اكن اتوقع ان اشاهده اليوم في مؤتمر الحوار الوطني ، وكما التقيت بالعديد من المسئولين عند خروجهم من مؤتمر الحوار الوطني وتحدثت مع الكثير منهم دون ان يمنعني أي شخص، وكانت بطاقتي الصحفية الخاصة بعدن الغد بمثابة حصانة لي فيبدوا ان للصحيفة قراء كثير في صنعاء عبر موقعها الالكتروني فكل من يرى تلك البطاقة الحمراء صغيرة الحجم تجده يرحب بي بحراره، حتى اعضاء مؤتمر الحوار الوطني عندما التقينا بهم كانوا فرحين كثيرا بتواجد عدسة ومراسل لعدن الغد داخل اروقة مؤتمر لحوار الوطني.
قبل دخولنا الى مؤتمر الحوار الوطني التقينا بالعميد عبدالله الناخبي عضو مؤتمر الحوار الوطني حينما كان يغادر قاعة المؤتمر وبعد القاء التحية عليه دردشنا معه قليلا دردشة جانبية وناقشنا معه موضوع قضية تفجيرات نادي الوحدة الرياضي بعدن وحول معرفة رأيه الشخصي عن هذه القضية وعن قرار العفو الرئاسي الذي صدر قبل أيام وقضى بإطلاق سراح المعتقل الجنوبي فارس الضالعي ومن معه ودفع دية 22 مليون ريال يمني للقتلى الذين سقطوا جراء هذا الحادث الارهابي الحقير رد قائلاُ نحن ندين مثل هذه الاعمال الارهابية التي تسفك دماء المواطنين الابرياء وتقلق السكينة العامة والامن في البلاد، اما عن مسألة التعويضات التي أقرها قرار العفو الرئاسي قال نحن نتوقع من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ان يقوم بتعويض اسر الضحايا التعويض العادل والمنصف ونطلب منه عبر صحيفة عدن الغد ان يتعامل مع اسر الضحايا من جانب انساني وخصوصا حالة الطفل الجريح عبدالرحمن طارق سلطان الذي فقد بصره بسبب هذه الحادثة ومازال يتلقى العلاج في مصر حتى اليوم وأن يتم احتسابها كحالة شهيد وان يتم متابعة علاجه على نفقة الدولة.
وفي تمام الساعة الثانية عشر ظهراً دخلنا الى قاعة المؤتمرات لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني واول لقاء لنا كان مع النائب انصاف مايو عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني الذي رحب كثيرا بتواجدنا في اروقة المؤتمر وبعد ان تبادلنا التحايا والكلام الجانبي تحدثنا حول قضية تفجيرات نادي الوحدة الرياضي التي نفذت في اكتوبر مطلع العام 2010م وعن العفو الرئاسي الذي قضى بإطلاق سراح المعتقل الجنوبي "فارس الضالعي" وقال اعذروني فانا احتفظ برأي الشخصي حول هذا الموضوع وما استطيع ان اصرح به لكم هو اننا نوجه رسالة للرئيس عبدربه منصور هادي نطالبه بها بأن يتم النظر الى أسر ضحايا هذا التفجير الارهابي الجبان من جانب انساني بحت وأن يتم تعويضهم التعويض العادل والمنصف خصوصا الطفل عبدالرحمن طارق سلطان ذات ال 12 عاما الذي فقد بصره في كلتا عينيه نتيجة هذا العمل الارهابي والذي مازال يتلقى العلاج في جمهورية مصر حتى اللحظة وعلى نفقة اسرته الخاصة، وفي الاخير نطلب من فخامة الرئيس ان يتم التعامل مع حالة الطفل عبدالرحمن طارق سلطان ثابت كحالة استثنائية وأن يتم احتسابها حالة شهيد.
بعدها التقينا بالأستاذ احمد الميسري محافظ ابين السابق وعضو مؤتمر الحوار الوطني الذي استقبلنا بصدر رحب وبابتسامة عريضة وعانقنا عناق حميمي وبعد ان تبادلنا التحية معه عرضنا عليه ملف خاص بالطفل الجريح عبدالرحمن طارق سلطان احد ضحايا تفجيرات نادي الوحدة الرياضي بعدن والذي مازال حتى اللحظة يتلقى العلاج في جمهورية مصر العربية وسلمناه نسخة من الملف نيابة عن اسرة الطفل المتواجدة حاليا في مصر لمتابعة علاج ولدها، وبعد أن اطلع على الملف وعد الميسري بمتابعة الموضوع شخصيا مع امين عام رئاسة الجمهورية ووعد بان يوصل قضية الطفل عبدالرحمن الى رئيس الجمهورية كي يتم تعويض اسرته التعويض العادل والمنصف، وفي آخر حديثه معنا وجه رسالة عبر عدن الغد الى رئيس الجمهورية طالبه فيها بالنظر الى اسر الجرحى وتعويضهم عما لحق بهم من اضرار نتيجة هذا العمل الارهابي الجبان .
وقبل أن نغادر مقر مؤتمر الحوار الوطني تأكد لنا بأن جميع اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين التقينا بهم مهتمون بالقضايا التي تمس المواطن وتحتاج الى حلول وانهم على استعداد تام للتجاوب مع أي قضية انسانية تصلهم عبر أي وسيلة .