خبر بلغنا .. الخبر هز الوجدان .. خبر فاجع إن العزيز والغالي نصر بن صالح علي المشوشي في ذمة الله انتشر وتمدد وراحت الهواتف من كل صوب تتجاوب باحثة عن صدقيه رحيل هذا الرجل .. وجاء التأكيد أنه فعلاً قد تركنا ورحل رحلته الأبدية، وكنت أتمنى أن أتلقى محادثة تنفي هزيمة نفسية ألمت بالجميع. نصر بن صالح يا خير نصيرين افتقدناك وافتقدك كل من عرفك وكل من تكلم معك وكل من قابلك وكل من راءا وجهك الطاهر وافتقدك الوطن . وأنا أسطر هذه الكلمات .. أشعر وكأن نور الرجل يشع من تراب قبره .. وأريج عطر تفوح به سيرته الذاتية النظيفة والعطرة. فمن مثله ندرة وقلائل، ومجافاة حقيقة كهذه لا تأتي إلا من جاحد.
عرفناه عقيد في امن محافظة لحج ويشغل مدير الرقابة والتفتيش بأمن محافظة لحج لم تشغله ذاته كشأن الآخرين في تأمين مستقبل العائلة والأولاد. ولم تمتد يده يوماً إلى المال العام ولم يشيد فيلا أو قصوراً أو مزارع بل شيد قصوراً شامخة من الأخلاق والعفة والتواضع التي تنحني لها الجباه أمام شخصه سواءً كان حياً، أم ميتاً، ترك خلفه ذكرى رجل ليت الآخرين بمثل أخلاقه وحجمه.
على تعدد واختلاف من شغلوا هذه الرتب عقيد اسطر شهادتي للرجل ولكرمه وحبه لعملة ونزاهة عمله لا يعرف شي اسمه رشوة على الرقم أنها أصبحت يقال لها البعض أنها حق لم يوافق أو يمرر أي فساد من بين يديه ولم يرضخ لأي ضغوطات .
حياته كانت في قمت التواضع والبساطة من يقابله ويراه لا يكاد يعرف انه العقيد نصر بن صالح علي بسبب تواضعه واحترامه للجميع ولأكنه في نفس الوقت رجل شهم ورجل مواقف يقف معا الحق بكل قوة وإخلاص ويقف ضد الباطل مهما تعددت إشكاله لا يحب إن يكون مدين للآخرين ولا إن يكون ثقيل عليهم.
هذا هو الفارق بينه وبينهم بل وفوارق كثيرة .. فالرجل أياديه بيضاء نقية لم تتلوث بنهب المال العام كدأب الآخرين من اقرأنه ولم تتلوث أيضاً بدماء أحد.
رحل العقيد نصر بن صالح علي المشوشي رحيلاً أشعرنا بفداحة خسارتنا له وبفداحة خسائر الوطن المجروح .. في وقت ما أحوجنا فيه لأمثاله .. وحالنا يحكيه قول الشاعر (في الليلة الظلماء يفتقد البدر) ويا للألم ويا للمصاب الجلل برحيلك يا نصر.