لا ألوم جمهور نادي العين الإماراتي على رد فعلهم بعد إعلان تنصيب المدرب الروماني كوزمين أولاريو مديراً فنياً للفريق المنافس «الأهلي»، واقعياً رحيله من القلعة البنفسجية كانت خطوة مفاجأة غير متوقعة إطلاقاً. نادي العين وفّر للمدرب الروماني كل الإمكانات التي يحلم بها أي مدرب، وكان بإمكانه الفوز بكل البطولات التي يشارك بها الفريق، بما فيهم دوري أبطال آسيا التي خرج منها الفريق في شكل لا يناسب كيانه وتاريخه وإمكاناته المتوافرة، لكن كيف يترك كوزمين بطل الإمارات لموسمين متتاليين ويرحل إلى منافسه الوصيف؟ شخصياً لا أملك المعلومات المؤكدة عن قصته، أحاديث كثيرة عن عرض مغرٍ وعن فيلا في دبي، أبعدته 140 كيلومتراً عن العين، ما أفهمه هو أنه كان مرتاحاً في العين (المدينة والنادي)، وما أعلمه بأنه كلما طلب أمراً يكون، وحظي بتقدير كبير من الجمهور والنادي، إضافة إلى أن عقده مع الفريق البنفسجي ينتهي الموسم المقبل! لذا قصة رحيله غامضة حتى اللحظة، على الأقل بالنسبة إلى من هم غير قريبين من إدارة ناديي العين والأهلي، لأن هناك شيئاً غير منطقي في تسلسل هذه القصة! وكما هو معروف، إنه مدرب كفء وملتزم بعقوده وكلامه، وتجاربه في الأندية الخليجية تثبت ذلك، ولا يمكن أن يرتبط مع نادٍ يمنحه كل الإمكانات ثم يفسخ عقده من أجل عرض آخر! ولا يستطيع أحد إقناعي بأن نادياً بحجم العين يفشل في التفاوض مع مدرب، فما بالك والمدرب مرتبط بموسم آخر! وأيضاً لا أعتقد أن إدارة الأهلي فكّرت بالتفاوض معه وهو مرتبط بعقد لموسم مقبل! تبدو المسألة أكبر من مليونين يورو إضافيين وفيلا في منتجع سياحي على شواطئ لؤلؤة الخليج دبي، إلا إذا لقي من إدارة العين ما جعله ينفر شمالاً نحو دبي أو تغييرت طباع كوزمين نفسه، وأصبح طماعاً شرهاً يجري جري الوحوش على المغريات، لذا لا أستطيع لوم جمهور العين على رد فعلهم، كذلك لا يحق لأي أحد لوم المدرب أو إدارة الناديين، ما دمنا لا نعرف قصته التي لن تنتهي فصولها عند هذا الحد، بل إن القصة ستدخل في أحداث مختلفة مع انطلاق الموسم المقبل بعد شهر ونصف الشهر، عندما يلتقي العين، بطل دوري الإمارات، مع الأهلي، بطل كأس رئيس الإمارات في مباراة «السوبر الإماراتي».